بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
اللهم اجعل عملنا خالصا لوجهك وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
أهلا بكم ومرحبا إخوتي في أولي حلقات العقيدة
أهلا بوصيه رسول الله
قبل ان نبدا فى تعلم العقيده لابد ان نعلم ما هى العقيده ؟
ولماذا ندرسها ؟
1 - معنى العقيده
العقيدة : لُغة : من العَقْد والعقدة ، وهو الرَّبط والإحكام بِقوّة . والعقْد نقيض الْحَلّ فكل شيء صعب الفك يقال عليه عقده
مثال : عقد نكاح ، عقد بيع ، عقد شراء
نقول فلان معقد او محبكها اوى ليه ؟ لان دماغه صلبه وصعب إقناعه وتغير فكره تمام ؟؟
طب وفى الاصطلاح
وفي الاصطلاح : هي الأمور التي يجب أن يُصدِّق بها القلب ، وتطمئن إليها النَّفْس ، حتى تكون يقينا ثابتا .
فالعقيدة الإسلامية : هي الإيمان الجازم بربوبية الله تعالى وألوهيته وأسمائه وصفاته وملائكته وكتبه ورُسُله واليوم الآخِر والقدر خيره وشرّه وسائر ما ثبت من أمور الغيب وأصول الدِّين ،
وما أجمَع عليه السَّلَف ، والتسليم التام لله تعالى في الأمر والْحُكْم والطاعة ، والاتِّباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم
2 - طب لماذا ندرس العقيده ؟
نسمع كثير ناس تقول انا عارف ان ربنا واحد ويوجد فى السماء وهو الذى يرزقنا ويحينا ويميتنا وبصلى وبصوم ايه لزمه الكلام دا بقه ؟
نضرب مثال
لو شبهنا أمر الإيمان وما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام والأنبياء قبله بالقصر العظيم الجميل الذي من دخله وجد فيه أنواع السعادة والراحة كلها، وقد عدا على هذا القصر اعداء لا يريديون دخول القصر ولا يريد ان يتركوا احد يدخلهفماذا يفعلوا ليمنعوا الناس من الدخول رموه بأنواع من الحجارة، وأنواعاً من الأشياء التي يريدون هدم هذا القصر بها، وسقط القصر الجميل عبر الزمان فالقصر هذا هو الاسلام والاعداء هم اهل البدع والاهواء والكفار والمشركين والمبتدعه لا يريدون ان يدخل احد الاسلام ويتنعم بالجنه وما فى الاسلام من نعيم فالقوا عليه حجارتهم من امور شركيه وبدع وكفر ونجحوا وهدموه في نفوس الكثيرين وبقيت بعض المعالم في نفوس البعض
والان نحن نريد ان نبنى هذا القصر ماذا نفعل ؟؟
نجمع جحاره القصر من جديد ونعيد بناءه اليس كذلك ؟؟
ولكن اعداء الاسلام رموه بانواع اخرى من الحجاره واختلطت حجاره القصر بحجاره الاعداء فكيف نفرق بينهما ؟؟
تعلم العقيده الصحيحه هو الذى يميز بين قواعد الاسلام ومادخل عليه من بدع وشركيات لذلك نحن بحاجه الى تعلم العقيده الصحيحه
[img:ae2d]
http://www.alltalaba.com/board/style_emoticons/default/36_4_11[1].gif[/img:ae2d]إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
اللهم اجعل عملنا خالصا لوجهك وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
بعد ان عرفنا معنى العقيده واهميتها
لابد لنا ان نعرف ما الأشياء التي يساق منها المعتقد اعتقاده
فأمور الاعتقاد ومسائله لا تساق إلا من كتاب الله جل وعلا وما صح من سنة نبيه [ صلى الله عليه وسلم ] ،
فإنهما المعين الصافي الذي لا شوب فيه ولا كدر ، فأهل السنة والجماعة ،
بل المسلمون على وجه العموم لا يأخذون معتقدهم إلا من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة [ رضي الله عنهم ] ،
وليس لهم إلا هذان الأصلان العظيمان ، وفيهما الهداية والكفاية لمن أراد الله هدايته
والدليل على ذلك
حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق عليه
وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] :
( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد [ صلى الله عليه وسلم ] وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) رواه مسلم .
وعن العرباض بن سارية [ رضي الله عنه ] قال : صلى بنا رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]
ذات يومٍ ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب
فقال رجل : يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا ، فقال :
( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدًا حبشيًا
فإنه من يعش منكم فسيري اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي
تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه بسندٍ صحيح .
وقال جمع من الصحابة والسلف - رحمهم الله تعالى - : ( الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة )
وقال محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى - : ( كانوا - أي السلف - يرون أنهم على الطريق ما كنوا على الأثر )
كثير من الناس يقول لماذا خلقنى الله ليعذبنى ام لينعمنى
فنرد عليه ونقول خلقنا الله تعالى لعبادته ، قال تعالى : ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ ،
وقال تعالى : ﴿ يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ﴾ ،
وقال تعالى : ﴿ وقضى ربك ألاَّ تعبدوا إلا إياه ﴾ وقال تعالى عن أنبيائه أنهم قالوا لأممهم : ﴿ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾
قالها نوح وهود وصالح وشعيب وإبراهيم وجميع الأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( حـق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا ) ،
والادله كثيره جدا ولكن نقتصد حتى لا نثقل على انفسنا فى الحفظ والمذاكره
هذا الكلام يثير تساؤل مهم جدا نعبد الله ماهى العباده وكيف نعبده ؟
العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .
وأركان قبولها ركنان
الأول : الإخلاص لله تعالى ، قال تعالى : ﴿ (فاعبد الله مخلصا له الدين* ألا لله الدين الخالص/)﴾ ، وقال تعالى : ﴿ قل الله أعبد مخلصًا له ديني ﴾ .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( إنما الأعمال بالنيات ) الحديث ،
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ) ،
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي يقوم الرجل فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل ) حديث صحيح .
وقال تعالى : ﴿ من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ﴾ .
والركن الثاني : المتابعة للنبي [ صلى الله عليه وسلم ] ، لحديث عائشة المشهور : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )، وحديث جابر المشهور: ( وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة )
والعبادة نوعان:
عبادة كونية وهي الخضوع لأمر الله تعالى الكوني
وهذه شاملة لجميع الخلق لا يخرج عنها أحد لقوله تعالى: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (مريم:93) فهي شاملة للمؤمن والكافر،و البر والفاجر .
عبادة شرعية وهي الخضوع لأمر الله تعالى الشرعي وهذه خاصة بمن أطاع الله تعالى
واتبع ما جاءت به الرسل مثل قوله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) (الفرقان:63).
فالنوع الأول لا يحمد عليه الإنسان لأنه بغير فعله لكن قد يحمد على ما يحصل منه من شكر عند الرخاء وصبر على البلاء بخلاف النوع الثاني فإنه يحمد عليه.
اذا من هو الله وكيف نعرفه
الله هو ربى الذي خلقنى ، وأمدنى ، وأعدنى ، ورزقنى .
وهو الذي أعبده وأتذلل له خضوعاً ومحبة وتعظيماً ، أفعل ما يأمرني به، وأترك ما ينهاني عنه ،
فليس لي أحد أعبده سوى الله عز وجل ، قال الله تبارك وتعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25)
وقال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5)
و معرفة الله عز وجل تكون بالقلب معرفة تستلزم قبول ما شرعه والإذعان والانقياد له،
وتحكيم شريعته التي جاء بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
وكيف يتعرف العبد على ربه
ويتعرف العبد على ربه بالنظر في الآيات الشرعية في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
والنظر في الآيات الكونية التي هي المخلوقات ، فإن الإنسان كلما نظر في تلك الآيات ازداد علماً بخالقه ومعبوده
قال الله عز وجل) : وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ *وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (الذاريات:20-21)
وفـي كـل شـيء لـه آيـة تــدل على أنــه واحــد
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
اللهم اجعل عملنا خالصا لوجهك وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
بعد ان تعلمنا معنى العباده واركانها ومن هو الله
اليوم نتعلم كلمه التوحيد ومعناها وشروطها
اقسام التوحيد والفرق بين المشرك والكافر
التوحيد لغة مصدر وحد يوحد ، أي جعل الشيء واحداً
وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات ، نفي الحكم عما سوى الموحد وإثباته له
فمثلاً نقول: إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله فينفي الألوهية عما سوى الله تعالى ويثبتها لله وحده.
وفي الاصطلاح"التوحيد هو إفراد الله بالعبادة" أي أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئاً،
لا تشرك به نبياً مرسلاً ، ولا ملكاً مقرباً ولا رئيساً ولا ملكاً ولا أحداً من الخلق ،
بل تفرده وحده بالعبادة محبة وتعظيماً ،ورغبة ورهبة
التوحيد ثلاثة أقسام :
توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات .
توحيد الربوبية : هو توحيد الله بأفعاله ، من الخلق والملك والتدبير والإحياء والإماتة ونحو ذلك .
قال تعالى : ( الله خالق كل شيء ) ، وقال تعالى : ( هل من خالقٍ غير الله يرزقكم من السماء والأرض )
والإقرار به وحده ليس بكافٍ للحكم بالإسلام ؛ وذلك لأن المشركين كانوا يقرون بهذا التوحيد كما قال تعالى :
( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون)
ومع ذلك قاتلهم النبي [ صلى الله عليه وسلم ]وأمر بقتالهم واستباح دماءهم واسترق رجالهم ونساءهم .
واعلم أن هذا التوحيد لا يعرف عن أحدٍ من بني آدم أنه أنكره باطنًا ولكن عرف إنكاره ظاهرًا عن فرعون وقومه لعنهم الله تعالى
قال تعالى : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًا )
وقال تعالى عن موسى أنه قال لفرعون : ( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورًا ) .
هو توحيد الألوهية وهو توحيد العبادة ، وهو توحيد القصد والطلب ، أي توحيد الله بأفعالنا .
وعنـدنـا فـي ذلـك قـاعــدة يجـب حـفـظـها وهـي : أن أصل دين الأنبياء واحد وشرائعهم مختلفة .
ونقصد بأصل الدين أي الدعوة إلى هذا التوحيد ، كما قال تعالى : (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )
وقال تعالى : (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )
ولذلك قال - عليه الصلاة والسلام - : ( نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد وشرائعنا مختلفة )
فهذا التوحيد هو المطلوب من جميع الأمم على لسان أنبيائهم - عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم
وهو الذي وقعت فيه الخصومة بين الأنبياء وأممهم وهو الذي بسبب رفضه ومحاربة أهله أهلك الله تعالى الأمم السابقة
فاحفظ هذا وتنبه فإن بعض الطوائف تقول :
إن التوحيد المطلوب على لسان الرسل هو توحيد الربوبية . وهذا مجانب للصواب
بل التوحيد المطلوب والذي به نزلت الكتب وأرسلت به الرسل هو توحيد الألوهية ، جعلنا الله وإياك ممن آمن به وحققه وكمل مراتبه
أما كلمة التوحيد فهي ( لا إله إلا الله ) وهي العروة الوثقى .
وأما أركانها فاثنان : النفي في قولك : ( لا إله ) وهذا نفي لجنس الآلهة ، والإثبات في قولك : ( إلا الله ) وهو إثبات الألوهية لله تعالى .
وأما معناها فهو : أنه لا معبود بحق في هذا الوجود إلا الله تعالى .
هذا هو معناها الصحيح ، فاحفظه واشدد عليه يديك ؛ ذلك لأن بعض الطوائف تقول إن معناها لا خالق إلا الله
أو لا رازق إلا الله أو لا قادر على الاختراع إلا الله ، وهذا صحيح كله ، ولكن ليس هو المعنى الصحيح لهذه الكلمة
بل المعنى الصحيح لها هو ما ذكرْته لك من أنه لا معبود بحق إلا الله
قال تعالى : (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل )
هل يصح ان نقول لا معبود الا الله
لا لماذا ؟
لأن هناك أشياء عبدت مع الله ، فعُبدت الملائكة والشمس والقمر وعُبد الجن والشياطين وعُبد الشجر والحجر والنجوم
لكن هذه كلها عبادات باطلة ؛ لأنها صرف للعبادة لمن لا يستحقها ، وإنما العبادة الحق هي لله تعالى
ولذلك فلابد من قولك ( بحق ) حتى يخرج ما عبد بالباطل كما في الآية السابقة فإن هذا القيد مهم جدًا
قال تعالى : (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ) ،
وقال تعالى : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ).
وقال - عليه الصلاة والسلام -: ( من مات وهو يعلم ألا إله إلا الله دخل الجنة ) رواه مسلم
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة )
إن الحمدلله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ به من شرور انفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
وأشهد أن لا إله إلاالله وأن محمد رسول الله
اللهم اجعل عملنا خالصا لوجهك وعلمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا
اليوم نتكلم عن شروط لا اله الا الله وبعض فضائلها
والشق الثانى من كلمه التوحيد
شروط كلمه التوحيد
ويجمعها لك قول الناظم :
وشـروطها سـرد إليـك بيـانهـا العلـم والإخـلاص للرحمـن
وكـذا المحبـة واليقـين قبـولهـا والصدق والتسليـم يا إخـواني
ويـزاد كفـرك بالطـواغيت التي عمت بها البلـواء في الأوطـان
الأول : العلم ، وضده الجهل ، والمقصود : العلم بمدلولها من نفي الإلهية عما سوى الله تعالى ، وإثباتها لله وحده جل وعلا وأنه لا يستحق أحد العبادة إلا هو سبحانه وتعالى ،
قال تعالى : ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله ﴾ فأمره بالعلم بذلك ،
وقال تعالى : ﴿ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ﴾ .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( من مات وهو يعلم ألا إله إلا الله دخل الجنة ) ،
فاشترط العلم بذلك .
ربطوا الدروس ببعض ( احنا قولنا ركن كلمه التوحيد ايه ؟؟ النفى والاثبات نفى الالوهيه عن كل الالهه واثباتها لله وحده
الثاني : الإخلاص ، وضده الشرك ، وهو أن يقولها خالصًا من قلبه مجتنبًا ما يضادها مطلقًا وهو الشرك الأكبر أو ما ينقص كمالها الواجب وهو الشرك الأكبر ،
قال تعالى : ﴿ فاعبد الله مخلصًا له الدين * الا لله الدين الخالص) الزمر /2-3﴾ ، وأعظم العبادة قولها والعمل بمدلولها ،
وقال تعالى : ﴿ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) البينه 5
وعبادته هو تحقيق هذه الشهادة بمقتضياتها .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )
الثالث : اليقين ، وضده الريب ، ومعناه : أن يقولها
وهو معتقد لمدلولها الاعتقاد الجازم بيقين راسخ كرسوخ الجبال بلاشك أو ريب ،
قال تعالى : ﴿ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ﴾ ،
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( ( أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله
لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة ) )
الرابع : الصدق ، وضده الكذب ، أي لابد أن يتوافق قول الباطن مع القول الظاهر ،فيكون قلبه مصدقًا بمدلول هذه الكلمة ،
لا كالمنافقين الذين قالوا :﴿ نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ﴾ ،
ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ والذي جاء بالصدق وصدق به ﴾
أي جاء بلا إله إلا الله مصدقًا بها قلبه ،
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( من قال لا إله إلا الله صدقًا من قلبه حرمه الله على النار ) .
الخامس : المحبة ، وضدها الكره والبغض ،
ومعناه : أن يقولها محبًا لها ولمدلولها ومحبًا لله ورسولـه [ صلى الله عليه وسلم ]ومحبًا لما يحبـه الله ورسولـه ،
قـال تعالى : ﴿ والذين آمنوا أشد حبًا لله ﴾
قال - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) متفق عليه ،
ولذلك فإن من النواقض لهذه الكلمة بغض شيء مما جاء به النبي [ صلى الله عليه وسلم ].
السادس :القبول ، وضده الرد ، ومعناه : أن يقبل ما دلت عليه هذه الكلمة من النفي والإثبات
ويقبل ما جاء به النبي [ صلى الله عليه وسلم ]من الشريعة ،
قال تعالى : ﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم
ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا ﴾
السابع : الانقياد ، وهو العمل بما تقتضيه هذه الكلمة ،
قال تعالى : ﴿ ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ولله عاقبة الأمور ﴾
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت بـه )
الثامن : الكفر بالطاغوت ، قال تعالى : ﴿ يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ﴾ ،
وقال تعالى : ﴿ فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها والله سميع عليم ﴾
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله
حرم ماله ودمه وحسابه على الله )
ويحقيق التوحيد : بتصفيته من شوائب الشرك كله أكبره وأصغره ، ومن شوائب البدعة كلها الاعتقادية والعملية ،
ومن شوائب المعصية ، أي أن يكون مجانبًا لهذه الأمور المجانبة التامة المطلقة ،
وإذا وقع منه الخلل في شيء من ذلك فليبادر بالتوبة النصوح المستجمعة لشروطها .
وثوابه إذا فعل ذلك : دخول الجنة ، بل قد يكون بذلك من السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذابٍ ،
قال تعالى : ﴿ والذين هم بربهم لا يشركون
أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ﴾ .
وقال - عليه الصلاة والسلام - في حديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بلا حسابٍ ولا عذاب :
( هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون )
وبناءً على ذلك فإن تحقيقه - أي التوحيد - يتفاوت بين الأفراد بتفاوت حرصهم على تجنيبه الشرك والبدع والمعاصي
بقى لنا ان نعلم فضل هذه الكلمه
و النصوص الواردة في فضلها كثيرة جدًا ، لكن أذكر لك طرفًا منها ،
قال تعالى : ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ﴾ ،
وقال تعالى : ﴿ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائمًا بالقسط
لا إله إلا هو العزيز الحكيم ﴾ .
وقال - عليه الصلاة والسلام -: ( من مات وهو يعلم ألا إله إلا الله دخل الجنة )
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )،
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة وإن زنى وإن سرق - ثلاثًا - )
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( أسعـد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه )
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( أشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة )
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( قال موسى : يا رب علمني شيئًا أذكرك وأدعوك به .
قال : يا موسى قل : لا إله إلا الله . قال : يا رب كل عبادك يقولون هذا .
قال : يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة
مالت بهن لا إله إلا الله ) رواه ابن حبان والحاكم بسندٍ صحيح ،
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ،
ويخرج من النار من قال لا إله الله وفي قلبه وزن برة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ) رواه البخاري ،
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ) حديث حسن
، ومنها حديث البطاقة المشهور وفيه : ( فوضعت هذه البطاقة في كفة فمالت بهذه السجلات )
وهي بطاقة فيها لا إله إلا الله، وقال - عليه الصلاة والسلام -:
( من شهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله ،
وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق والنار حق ،
أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) متفق عليه ، وقد ورد أنها مفتاح الجنة.
فهذه النقول وغيرها مما يدلك على عظم هذه الكلمة وفضلها ، بل ورد أنها أفضل الذكر كما في الحديث :
( أفضل الذكر لا إله إلا الله )، والله أعلم .
بكدا نبقى خلصنا نصف الشهادتين
اخدنا شهاده لا اله الا الله ومعناها وشروطها وفضلها
النصف الاخر من الشهاده والذى لا يسلم اسلام الا بهما معا
شهاده ان محمدا رسول الله
معنى هذه الشهادة : طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وتصديقه فيما أخبر وألا يعبد الله إلا بما شرع .
قال تعالى في آيات كثيرة : ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾[المائدة:92] ،
وقال : ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾[النور:54] ،
وقال تعالى: ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾[الحشر:7] ،
وقال تعالى : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾[الأحزاب:21] ،
وقال تعالى : ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾[النساء:80] ،
وقال تعالى : ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾[النور:56] .
وللنبى صلى الله علينا وسلم حقوق الاربعه السابقه فى معنى الشهاده
والخامس : تقديم قوله [صلى الله عليه وسلم] على قول كل قول ،
فلا يجوز أن يعارض قوله بقولٍ كائنًا من كان ،
قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾[الحجرات:1]
وقال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ... ﴾ الآية [الحجرات:2] .
والسادس : تقديم محبته [صلى الله عليه وسلم] على محبة الولد والوالد والخلق أجمعين ،
قال - عليه الصلاة والسلام - : ( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) متفق عليه ،
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان:
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) الحديث، متفق عليه .
وقد توعد الله بالعذاب من قدم محبة الأشياء الثمانية
التي هي غالبًا محاب الناس على محبته ومحبة رسوله [صلى الله عليه وسلم]
فقال : ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾[التوبة:24] .
والسابع : الصلاة والسلام عليه كلما ذكر اسمه ،
قال تعالى : ﴿ إن الله وملائكته يصلون على النبي
يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا ﴾ ،
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا )
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( البخيل من ذكرت عنده ولم يصل علي )
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( أتاني جبريل - عليه السلام - فقال : رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك قل آمين فقلت آمين ) ،
وتفاصيل هذا الحق قد استوفاها العلامة الإمام ابن القيم في كتابه ( جلاء الأفهام ) ، فليراجعه من شاء الاستزادة ، والله أعلم .
والثامن سؤال الله تعالى أن يؤتيه الوسيلة ، كما قال : ( ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة
لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ) ،
وفي الحديث : ( آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته ) الحديث .
والتاسع : الاعتقاد الجازم أنه خاتم النبيين وأن كل دعوى نبوة بعده فكذب وزيف وكفر ،
قال تعالى : ﴿ ولكن رسول الله وخاتم النبيين ﴾ ،
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ) ،
وفي الحديث الآخر : ( وختم بي النبيون ) .
والعاشر : موالاته الموالاة التامة، ونصرته النصرة التامة،
وإنزاله منزلته التي أنزله الله تعالى، والذب عن حياض سنته، ونشر شريعته،
والدعوة إليها وجهاد أعدائها بالمستطاع والمقدور عليه من أنواع الجهاد بالسيف واللسان والقلم والمال .
والحادي عشر : الاعتقاد الجازم أنه أفضل الرسل وأكملهم وأن شريعته أكمل الشرائع
وأخفها وآخر الشرائع وأنه صاحب المقام المحمود والحوض المورود ، والله أعلم .
انا هكون طيبه خااااااااااااالص
مش هنحفظ كل دا
هنحفظ نصه بس
هنحفظ من كل جزئيه فيها نقاط مالايقل عن خمسه مالايقل عن خمسه
والادله برضوه نحفظ منها مش الاقى حديث واجرى ولا متن بس نحفظ بجد بلاش الكروته
الواجب بقه
اذكر خمسه من شروط كلمه التوحيد مع بيان بعض فضائلها ومعناها ودلل على ماتقول ؟
للنبى علينا حقوق اذكر بعض هذه الحقوق ودلل على ماتقول ؟
رجل شهد ان لا اله الا الله ولكنه لم يشهد بان محمد رسول الله هل اصبح بذلك مسلم ؟ وما الدليل ؟
إن الحمدلله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ به من شرور انفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
وأشهد أن لا إله إلاالله وأن محمد رسول الله
اللهم اجعل عملنا خالصا لوجهك وعلمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا
بعد ماعرفنا منى الشهادتين وان المرء لابد له ان يشهد بان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ليصبح مسلم
وعرفنا معناهم وشروطهم
هنتكلم عنأركان الإيمان وهم ستة : الإيمان بالله تعالى ، وبملائكته ، وبكتبه ، وبرسله ، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره .
قال تعالى : ﴿ آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ... ﴾ الآية[البقرة:285] ،
وقال تعالى : ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ
وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ... ﴾ الآية[البقرة:177]
وقال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ
وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾[النساء :136] .
وفي حديث جبريل المشهور : ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) .
قال : صدقت . رواه مسلم ونحوه في المتفق عليه من حديث أبي هريرة ، وغير ذلك
نتحدث بدايا عن الايمان بالله
لا يتحقق الإيمان بالله تعالى إلا إذا آمنا بأربعة أمور :
الأمر الأول : أن نؤمن بوجوده ، وقد دل على جوده الفطرة والعقل والحس والنقل ،
ولم أؤخر النقل إلا لأن المنكِر لوجوده جل وعلا لا يؤمن بالنقل فلابد من مخاطبته
أولاً بالمتقرر فطرة وعقلاً وحسًا من باب التمهيد لدلالة النقل، فانتبه لهذا .
فأما الدليل الفطري : فإن الله تعالى قد فطر النفوس على الإقرار بوجوده وربوبيته ولا ينكر ذلك إلا من تلوثت فطرته بالمؤثرات الخارجية ،
قال تعالى : ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾[الأعراف:172] ،
والإقرار بربوبيته جل وعلا متضمن للإقرار بوجوده ، وقال - عليه الصلاة والسلام - :
( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
ولم يقل يسلمانه ؛ لأنه مسلم بالأصالة وفطرته على الإسلام متضمن لفطره على الإقرار بالوجود ،
وفي الحديث القدسي قال الله تعالى : ( خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ) ،
فلو تركت الفطرة وشأنها لنشأ صاحبها مقرًا كل الإقرار بوجود الله تعالى وربوبيته ، فكل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم .
وأما الدليل العقلي : فلأن هذا العالم علويه وسفليه كائن بعد أن لم يكن وحادث بعد عدم ، وقد تقرر في المعقولات أن كل حادث فلابد له من محدث ،
وكل مفعولٍ فلابد له من فاعل ، وحينئذٍ فلا يخلو إما أن يكون هذا العالم قد أحدث نفسه بنفسه ، وإما أن يكون قد وجد هكذا صدفة ،
وإما أن يكون له خالق قدير القدرة التامة ، ولا احتمال رابع
فأما الأول فلا يمكن ولا يعقل لأنه من قبل أن يوجد نفسه كان عدمًا وهل المعدوم يوجد نفسه ؟ بالطبع لا ؛
لأنه لا شيء وما ليس بشيء فكيف يكون خالقًا لهذا العالم؟ وأما الثاني فلا يمكن أبدًا ولا يعقل أيضًا ؛
لأن هذا العالم خلق على نظام بديع ودقيق جدًا للغاية ولم يتبدل هذا النظام ولم يتغير ،
وما وجد صدفة يمتنع في بدائه العقول أن يستمر على هذا النظام الرفيع والتناسق العجيب ،
ونضرب لك مثلاً : لو قيل لك إن هناك أخشابًا على شط نهر قطعت نفسها بنفسها ورمت بنفسها في النهر
وتراكب بعضها على بعض فصارت سفينة عظيمة تحمل المتاع من هذا الساحل
وتنزله في هذا الساحل وتجوب الأمواج كل ذلك بلا ربان يقودها ولا أحد يسيرها ، فهل بالله عليك تقبل هذا ؟ بالطبع لا ،
بل لا أظنك تتوقف عن اتهام عقل المخبر بذلك بآفةٍ من جنون أو تخريف ،
فكيف بذلك العالم الكبير بأفلاكه ونجومه وكواكبه ومجراته العظيمة وسماواته وأرضه وجباله وسحابه ومطره وزرعه
وعامريه من الإنس والجن والحيوانات يوجد هكذا صدفة أو يوجد نفسه بنفسه ، لا والله ليس الأمر كذلك ،
فهذان الاحتمالان باطلان كل البطلان ، فإذا بطلا فلم يبق عندنا إلا الثالث وهو الحق الذي لا مرية فيه
وهو أن الذي خلق هذا العالم هو الخالق القادر على كل شيء الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء
الذي أمره بين الكاف والنون ، فإذا أراد شيئًا إنما يقول له كن فيكون ، جل وعلا وتقدس عن وصف أهل السوء ،
وقد ذكر القرآن ذلك الدليل العقلي البديع في آية واحدة بأوضح ثم أوضح ثم أوضح من كلامي هذا ،
وهي قوله تعالى : ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾[الطور:35] ، والله أعلم .
وأما الدليل الحسي : فمن وجهين :
أحدهما : إجابة الدعاء ، فيرفع العبد يديه سائلاً فتأتيه الإجابة ، فمن الذي سمع دعاءه وأناله رجاءه ؟
إنه الله الذي لا إله إلا هو ، مجيب الدعوات وقاضي الحاجات ومفرج الكربات،
قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴾[الصافات:75] ،
وقال تعالى : ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ... ﴾ الآية[الأنبياء:83-84]
وقال تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾[الأنبياء:87]
وقال تعالى : ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ﴾[الأنبياء:89-90]
فمن الذي سمع دعاء ذا النون وهو في هذه الظلمات فنجاه من هذه الكربات إلا رب الأرض والسموات ،
ومن الذي سمع دعاء زكريا وهو مستخفٍ مُسِرٌ به في الخلوات فوهب له يحيى سيدًا وحصورًا ونبيًا من الصالحين ،
ومن الذي أجرى للمدينة السحابة العظيمة لتغيث العباد ببركة دعوته [صلى الله عليه وسلم]
على المنبر ولم يكن في السماء قبل الدعاء سحاب ولا قزعة ؟ إنه الله تعالى ،
ولا يزال ولن يزال ربنا جل وعلا هو كاشف السوء ومجيب المضطر إذا دعاه ، فهو ملاذ الراجين ومعاذ الخائفين
فإجابة الدعاء من البراهين الحسية القاطعة الدالة على وجوده جل وعلا .
والثاني : معجزات الأنبياء ، التي بهرت العقول وأعلنت للعقول السليمة والفطرة المستقيمة صدق دعوى الأنبياء
بأنهم رسل من عند الله تعالى ، فمن الذي أجراها على أيديهم ؟ إنه الله الحق القادر على كل شيء ،
فبالله عليك من الذي فلق القمر وشقه نصفين ، ومن فلق البحر لموسى - عليه السلام - حتى صار كل فرق كالطود العظيم
ومن الذي قلب له العصا حيـة تسعى فصـارت تلقف مـا يأفك السحرة ،
ومن الذي أجرى على يد عيسى - عليه السلام - إبراء الأكمه والأبرص وإخراج الموتى من قبورهم ؟
أوليس هو الله ؟ بلى إنه الله جل في علاه ،
ومن الذي أنزل هذا القرآن المعجز بلفظه ومعناه فلم يقدر أحد من أفصح فصحاء العرب على معارضته
أو قول شيء من مثله آيات عظيمة تدل الدلالة القاطعة على وجوده جل وعلا ،
فسبحان من طمس أعين الجاحدين عن رؤية شمس الحق وحجب قلوبهم عن التروي من برد اليقين والله أعلم .
وأما الدليل النقلي : فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك وما جاءت به من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه ،
وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به ، والله أعلم .
فهذا هو الأمر الأول من مقتضيات الإيمان بالله تعالى .
الأمر الثاني : الإيمان بربوبيته جل وعلا ، ومعناه الإيمان بأنه وحده المالك الخالق المتصرف وأن الأمر كله بيده
قال تعالى : ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ [الأعراف:54]
وقال تعالى : ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾[الرعد:16]
وقال تعالى : ﴿ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾[فاطر:3]
وقال تعالى : ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾[الفرقان:2]
وقال تعالى : ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ﴾[فاطر:13] ، وقال تعالى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾[الملك:1]
وقال تعالى : ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾[مريم:95:93] .
الأمر الثالث : الإيمان بألوهيته ، أي بأنه لا معبود بحق في هذا الكون إلا هو جل وعلا ،فالعبادة حقه لا شريك له فيها
فلا يستحقها ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح فضلاً عن القبور والأحجار والأشجار والنجوم والشمس والقمر والجن
قال تعالى : ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾[آل عمران:2]
وقال تعالى : ﴿ وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ﴾[البقرة:163]
وقال تعالى : ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[آل عمران:18]
وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾[الحج:62]
وقال تعالى :﴿ أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ ﴿ 21 ﴾ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾[الأنبياء:21-22]
وقال تعالى : ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿ 91
﴾ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾[المؤمنون:91]
وقد سبقت أسئلة كثيرة عن هذا النوع من التوحيد ، والله أعلم .
الأمر الرابع : الإيمان بأسمائه وصفاته الواردة في الكتاب والسنة ،
وسيأتي أسئلة خاصة بتفاصيل هذا النوع - إن شاء الله تعالى - .
فهذه جملة الأشياء التي يحصل بها تحقيق الإيمان بالله تعالى ، والله أعلم .
ومن ثمرات الايمان بالله تحقيق توحيد الله تعالى بحيث لا ينصرف القلب ولا يتعلق بغيره رجاءً وحبًا وخوفًا وتوكلاً ولا يعبد غيره .
ومنها : كمال محبة الله تعالى وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا .
ومنها : هدوء النفس وطمأنينة القلب وراحة البال وصفاء العيش وانشراح الصدر بمعرفته جل وعلا والإيمان به فإن السعادة مشروطة بذلك ،
قال تعالى : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[النحل:97] .
ومنها : دوام شكره جل وعلا على نعمة الإيمان به والتوفيق لذلك بينما أكثر الخلق في ضلال
وتيه عن هذه النعمة العظيمة التي لا توازيها نعمة .
ومنها : تحقيق عبادته جل وعلا بفعل ما أمر واجتناب ما نهى عنه ، رضى وتسليمًا رجاء ثوابه وخوفًا من عقابه .
ومنها : دعوة الخلق إلى الإيمان به جل وعلا والتواصي بذلك والصبر على ما يحصل للداعي إلى ذلك
من الأذى في سبيل الله جل وعلا واحتساب الأجر في ذلك
اليوم نتكلم عن الاصل الثانى من اصول الايمان وهو
الايمان بالملائكه
الملائكة : عالم غيبي مخلوقون من نور للقيام بأعمال مخصوصة .
فقوله : ( عالم غيبي ) قيد أخرج عالم الإنس ؛ لأنه عالم مشاهد ظاهر .
وقوله : ( مخلوقون من نور ) قيد أخرج عالم الجن والشياطين ؛ لأنهم مخلوقون من مارج من نار .
وقوله : ( للقيام بأعمال مخصوصة ) يدخل فيه جميع ما ورد من الأعمال التي يقوم بها الملائكة مما علمناه ومما لم نعلمه
لا يتم الإيمان بالملائكة إلا إذا استوفيت الإيمان بعدة أمور :
الأول : أن تؤمن بوجودهم ، وقد دل على وجودهم النقل ، وذلك في آيات كثيرة سيأتي بعضها - إن شاء الله تعالى - ،
ويتضمن الإيمان بوجودهم الإيمان بأنهم أجسام لا أنهم مجرد أعراض أو أنهم قوى الخير كما يقوله بعض طوائف الفلاسفة الحمقى .
الثاني : الإيمان بمن علمنا اسمه منهم ومن لم نعلم اسمه منهم ، فنؤمن بهم إجمالاً ، فمن علمنا اسمه جبريل وميكائيل وإسرافيل ومالك ومنكر ونكير ورضوان ،
وكل من صح الدليل باسمه فنؤمن به وباسمه .
الثالث : الإيمان بما علمنا من صفاتهم الواردة في الكتاب والسنة ، ودونك بعضها :
فمنها : أنهم أولوا أجنحة ، قال تعالى : ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾[فاطر:1] ،
وفي حديث أبي هريرة في تفسير قوله تعالى : ﴿ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ﴾[سبأ:23]،
قال : ( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنه سلسلة على صفوان )
ومنها : وصف الله تعالى لعبده ورسوله جبريل - عليه السلام -
كما قال جل وعلا : ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴿ 5 ﴾ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ﴾[النجم:5-6] ،
وقال جل وعلا : ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿ 19 ﴾ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴿ 20 ﴾ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴾[التكوير:21:19] ،
وفي الحديث عند مسلم عن عائشة مرفوعًا :
( رأيته منهبطًا من السماء له ستمائة جناح سادًا عظم خلقه ما بين السماء والأرض ) .
ومنها : وصف الله تعالى لملائكة العذاب ، في قوله :
﴿ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾[التحريم:6] .
ومنها : أنهم لا يفترون ولا يملون في القيام بما أوكل إليهم من الأعمال ولا في عبادة الله تعالى ،
قال تعالى : ﴿ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾[الأنبياء:20]
وقال تعالى : ﴿ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ﴾[فصلت:38] .
ومنها : أنهم منزهون عن مخالفة الأمر وفعل المعصية ،
قال تعالى : ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾[التحريم:6] ،
وقال تعالى : ﴿ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴿ 26 ﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾[الأنبياء:26-27] ،
وقد ذكر الله تعالى في آيات كثيرة أنه لما قال لهم : ﴿ اسْجُدُوا لِآَدَمَ ﴾[البقرة:34] امتثلوا الأمر فبادروا بالسجود.
ومنها : أنهم لا يأكلون ولا يشربون ، ويستدل عليه بقصة أضياف إبراهيم ،
قال تعالى: ﴿ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾[الذريات:21] .
ومنها : أنهم أعداد كثيرة لا يحصيهم الرقم ولا يحيط بهم العد ، قال تعالى : ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾[المدثر:31] ،
وقال - عليه الصلاة والسلام - : (
أطت السماء وحق لها أن تئط ما من موضع أربع أصابع إلا ملك ساجد أو راكع ) ،
وفي الحديث في صفة البيت المعمور: ( فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم )،
وأضرب لك مثالاً واحدًا على كثرتهم وذلك في قوله [صلى الله عليه وسلم] :
( يؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها )،
فعدد هؤلاء فقط( 490000000000 ) أربعة مليار وتسعمائة مليون ملك ، فسبحان من أحصاهم وخلقهم وتعالى وتبارك وتقدس .
الرابع : الإيمان بما علمنا من أعمالهم الواردة في الكتاب والسنة ،
فمن ذلك أن جبريل - عليه السلام - هو الموكل بالوحي ،
وميكائيل هو الموكل بالقطر والزرع مما به حياة الأرض ،
وإسرافيل هو الموكل بالنفخ في الصور ،
ومنكر ونكير موكلان بسؤال أصحاب القبور ،
وملك الموت هو الموكل بقبض أرواح العباد ،
( لفظ عزرائيل ذكر فى الاسرائليات لكن ليس عليه دليل من القران او السنه لذلك فلا يجوز اطلاق هذا الاسم على ملك الموت)
ومنهم ملائكة موكلون بالنطفة في الرحم من نفخ الروح فيها وكتابة ما سيكون عليه من ذكورة وأنوثة أو شقاوة وسعادة ،
ومنهم الملائكة الموكلة بالجبال ، ومنهم الملائكة الحفظة الذين يحفظون العبد ،
قال تعالى : ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾[الرعد:11] ،
والملائكة الذين يحفظون أعمال العبادة بكتابتها ، قال تعالى : ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴿ 10 ﴾ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴾[الانفطار:10-11] ،
ومن ذلك الملائكة الذين يتعاقبون علينا بالليل والنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر والعصر كما في الحديث المعروف :
( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار ) ،
ومنهم الملائكة السيارة الذين يسيحون في الأرض بحثًا عن حلق الذكر كما في حديث : ( إن لله ملائكة سيارة ... ) الحديث ،
ومنهم الملائكة الموكلون بالنار ومقدمهم مالك - عليه السلام - ،
وغير ذلك من الأعمال مما ثبت في الكتاب والسنة .
فإذا أتممت الإيمان بهذه الأمور الأربعة فإنك تكون قد حققت الإيمان بالركن الثاني من أركان الإيمان وهو الإيمان بالملائكة ،
والله يعيننا وإياك على تحقيق ذلك التحقيق الكامل
نكمل حديثنا عن الملائكه
هناك من اعتقد بعض الاعتقادات الفاسدة في الملائكة .
فمن ذلك : أن بعض الطوائف تعتقد أنهم