بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وبعد :
أحبتي في الله
طلاب العلم الشرعي :
مرحبا بكم في الدرس الثالث
من دروس شرح كتاب الأصول الثلاثة
واسمحوا لي في البداية
أن أشكر كل من سجل حضوره في الدرس الثاني
وإن كان الأمر كالعادة ...
أن الدرس الثاني يكون أقل من الأول
والثالث أقل ، وهكذا ... ، والله المستعان.
وهذا معناه ماذا؟
معناه أن الهمم تفتر ولا حول ولاقوة إلا بالله.
فنريد منك يا طالب العلم ألا تفتر همتك
ولهذا أقول إن طالب العلم لا ينتظر من يشجعه
بل عليه أن يأتي إلى هنا من حين لآخر ليترقب الدروس والردود العلمية
لاسيما يوم الأربعاء مساءا
أو صباح الخميس من كل اسبوع
حيث يكون الدرس الجديد قد ظهر لطلاب العلم
وهو درس واحد في الاسبوع
فلا ينبغي أن نستكثر هذا .
ثم إنه حاليا لا يزال المجال مفتوحا لمن لم يحضر الدرس الأول على هذا الرابط :
http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showtopic=17404والدرس الثاني :
http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showtopic=17488ومن باب أولى تسجيل الحضور في هذا الدرس
ثم تنبيه آخر مهم :
من كان اسمه بغير اللغة العربية
فعليه الدخول لهذا الرابط :
http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showtopic=5314ثم التنبيه الأخير قبل عرض الدرس الثالث :
فإن بيت الفقه يمر بمناسبتين هامتين
وكلاهما موجود في أعلى جميع صفحات المنتدى
تحت عنوان :
اخترنا لك
ألا وهما :
1 ـ زواج الأخ أحمد ماجد :
http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showtopic=174502 ـ مرض مفتي بيت الفقه
فضيلة الشيخ الدكتور حسن شموط
http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showtopic=17519وكلنا يعلم قوله تعالى :
" إنما المؤمنون اخوة "
وطالب العلم أولى بالتمسك بالكتاب والسنة
فلا يا طلبة العلم لا
لا يكن علمنا نظريا فقط
بل نريد العمل بما تعلمنا
هيا هنؤوا أخاكم أحمد ماجد
وواسوا فضيلة الدكتور حسن شموط في مرضه .
ثم .. هذا الدرس الثالث :
والدرس تجدونه مسموعا على هذا الرابط :
http://www.alfeqh.com/media/osol_new_3.rmانقر بزر الفأرة اليمين واختار الخيار الثالث لحفظ الدرس على جهازك
أو اضغط عليه مباشرة وانتظر التحميل لتستمع مباشرة إلى الدرس صوتيا
في البداية مراجعة للدرس الثاني :
* برجاء لإجابة من كل أعضاء بيت الفقه على هذا السؤال :
* درسنا في الدرس الثاني :
أن العلم ينبغي أن يسبق العمل
ثم يتبع العلم العمل
ثم ماذا بعد العمل؟
الدعوة إلى ما تعلمناه وعملنا به
فمن منا عمل بهذه القاعدة منذ سمعها في الدرس الثاني إلى الآن؟
انتظر إجابتكم أيها الأحبة في الله فلا تخيبوا ظني فيكم
أجيبوا بصدق
من منا عمل بما تعلم في الدرس الثاني
ثم دعى غيره ؟
وهذا اختصار للمادة المسموعة :
قال المؤلف رحمه الله :
اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه المسائل الثلاث والعمل بهن :
الأولى : أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار ، والدليل قوله تعالى : " إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا " .
الثانية : أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب ولا نبي مرسل والدليل قوله تعالى : { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا } .
الثالثة : أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب ، والدليل قوله تعالى : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون } .
اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله مخلصا له الدين وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ومعنى يعبدون يوحدون ، وأعظم ما أمر الله به التوحيد : وهو إفراد الله بالعبادة ، وأعظم ما نهى عنه الشرك : وهو دعوة غيره معه ، والدليل قوله تعالى : " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا " .
-------------------------------------------
الشرح :
قوله :
إعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه المسائل الثلاث والعمل بهن :
هذه أيضا مسائل كالمسائل الأربعة المتقدمة ، وكلها غير الأصول الثلاثة التي سيأتي بيانها .
اعلم رحمك الله : فيه تعليم وتلطف كما ذكرنا سابقا .
يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه المسائل الثلاث : فهي واجبة لأنها من توحيد الله وإفراده سبحانه وبحمده بالوحدانية .
العمل بهن : قدمنا قبل ذلك أنه لابد من العمل بما يعلم الإنسان وإلا عذبه الله ، فالعلم يهتف بالعمل فإن أجاب وإلا ارتحل .
وقد ثبت في الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قيل له ألا تأتي عثمان رضي الله عنه فتكلمه قال : إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ، إني أكلمه في السر، دون أن أفتح بابا لا أكون من فتحه، ولا أقول لرجل إن كان علي أميرا : إنه خير الناس، بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا : وما سمعته يقول : قال : سمعته يقول : يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون : أي فلانا ما شأنك؟ أليس كنت تأمرننا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه.
الأولى : أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا ً :
الله خلقنا : هذا يقر به عامة الناس أن الله هو الخالق ، فالمؤمن يقر به كما جاء في حديث القرآن عن أصحاب الجنة في سورة الكهف حين قال مؤنهم : " لكنّاْ هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا ً " [ الكهف : 38 ] فالإقرار بالربوية إقرار بأن الله هو الخالق الرازق المحي المميت .
والمشرك يقر به قال تعالى عن مشركي مكة " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولون الله فأنى يؤفكون " [ الزخرف : 87 ] .
والكافر مثل فرعون قال الله عنه : " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما ً وعلوا " [ النمل : 14 ] .
وجاء القرآن ليؤكد حقيقة خلق الله لنا : " الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم " [ الروم : 40 ] .
" الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة " [ الروم : 54 ] .
وهذا النوع من التوحيد يسمى توحيد الربوبية من الرب أي المربي ، فالله يربينا في نعمه .
فعلمنا أن الرب أي المربي الخالق الرازق المحي المميت .
الله ربنا خلقنا من العدم معطينا السمع والبصر والأفئدة ورازقنا من حيث لا نحتسب ثم يميتنا ثم يحيينا للبعث والجزاء .
فمن آمن بهذا فهو موحد توحيد ربوبية ، وهو توحيد الله بأفعال الله .
ونوع آخر من التوحيد وهو توحيد الألوهية ، فالإله هو المألوه أي المعبود .
الله إلهنا نصلي له ونذبح له وندعوه وحده ونصرف كل عبادتنا له سبحانه وبحمده كما سيتضح فيما يأتي .
وتأمل في قوله تعالى : " ألا له الخلق والأمر " [ الأعراف : 54 ] لتراه جامعا ً لنوعي التوحيد .
قوله : ولم يتركنا هملا : أي بلا غاية وفائدة بل خلقنا لحكمة عظيمة قال عنها سبحانه وبحمده : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " [ الذاريات : 56 ] .
وهذه العبادة أمرنا بها في قوله : " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون " [ البقرة : 21 ] .
وقوله : " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا " [ سورة النساء : 36 ] .
وفي قوله : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " [ الإسراء : 23 ] .
والعبادة كما عرفها بعض أهل العلم : فعل الأوامر وترك النواهي .
وعرفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله : العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة .
فكل ما يحبه الله ويرضاه هو عبادة ، ولا ينبغي صرف شيء منها لغير الله .
بل أرسل إلينا رسولا : وهو محمداً صلى الله عليه وسلم .
ً
والرسل يقيموا الحجة على الخلق كما قال جل وعلا : " رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل " [ النساء : 165 ] .
فمن أطاعه دخل الجنة : أي من أطاع النبي محمدا صلى الله عليه وسلم فيما يأمر به من الإيمان بالله والعمل الصالح وترك ما ينهى عنه من الشرك وغيره دخل الجنة التي أعدها الله لأولياءه وأحبابه .
قال تعالى : " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " [ سورة النساء69 : ] .
ومن عصاه دخل النار : أي من عصى الرسول صلى الله عليه وسلم عذبه الله يوم القيامة بالنار .
والدليل قوله تعالى : " إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا " [ سورة المزمل : آية 16 ] .
الثانية : أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب ولا نبي مرسل
فمن أشرك مع الله في عبادته أحدا أيا ً كان فإن الله يغضب عليه لأنه صرف حق الله لغير الله .
قال تعالى : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " [ الإسراء : 23 ] .
فالعبادة لا تكون إلا لله .
وتأمل في قوله تعالى : " إياك نعبد وإياك نستعين " [ سورة الفاتحة : 5 ] .
والدليل قوله تعالى : " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " [ سورة الجن : 18 ] .
الثالثة : أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولوكان أقرب قريب ، والدليل قوله تعالى : " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون " [ المجادلة : 22 ] .
فالموالاة : تعني محبتهم ونصرتهم .
وهذا شيء خاص بأهل الإيمان أن يكون بينهم موالاة أي محبة ونصرة ، و لا يكون هذا لغير أهل الإيمان .
أما المعاملة العادية بحكم الجوار أو بدافع الدعوة فإن الله لم ينهانا عنها قال تعالى : " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " [ الممتحنة : 8 ] .
قال رحمه الله :
اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله مخلصا له الدين وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها : فجمع بين التعليم وبين الدعاء ، ونوع الدعاء فمرة قال : اعلم رحمك الله ، ومرة قال : اعلم أرشدك الله لطاعته ، وبهذا التنويع تزول السآمة والملل .
الحنيفية : الحنيف : هو المائل ، فالدين القويم مائل عن الشرك .
ملة إبراهيم : أي شريعة إبراهيم عليه اسلام أبو الأنبياء .
قال الله تعالى : " ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين " [ سورة النحل : 123 ] .
قال رحمه الله : والدليل قوله تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .
تقدم الكلام على هذه الآية وتعريف العبادة ، فنحن لم نخلق إلا لعبادة الله ، وهذه الآية هي الدليل على هذا .
ثم قال :
ومعنى يعبدون يوحدون ، وأعظم ما أمر الله به التوحيد : وهو إفراد الله بالعبادة ، وأعظم ما نهى عنه الشرك : وهو دعوة غيره معه ، والدليل قوله تعالى : " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا " .
فالعبادة التي هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة هي محض توحيد الله وإفراده بالوحدانية .
وأعظم ما أمر الله به هو التوحيد لأنه حق الله ، وهو المقدم على كل أمر ، فتراه في القرآن يقدم على كل وصية وعلى أمر من أوامر الله لعباده .
قال تعالى : " والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " .
وقال تعالى : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " [ الإسراء : 23 ] .
وقال جل في علاه : " وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا " . " الآية سورة البقرة : 83 .
وأعظم ما نهى الله عنه الشرك : لأنه الجرم الأكبر في حق الله .
والدليل على أن أعظم ما نهى الله عنه الشرك قوله تعالى : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " [ النساء : 116 ] .
وهذه الآية : " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا " دليل على أكبر حق لله علينا وهو إفراد الله بالعبادة ونهى عن أعظم جرم في حق الله وهو الشرك . .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
، وختم لنا جميعا بحسن الختام.
[/quote]
--------------------
العبد الفقير إلى مولاه /
أيــمـــــــــــن ســـــــــــــــامي
* * *
المشــــرف العـــــام لمـوقـــع الفــقـــــه
* * * * * *
رحــــــال في أرض الله
إلى حيث يشاء الله
في القاهرة حالياً
0020162003852