أمينة الحنان عضو ملكي
الهوايات : المهن : المزاج : عدد المساهمات : 704 نقاط : 1043
| موضوع: مدن اسلامية عبر التاريخ دليل حضارات عريقة (القيروان) الإثنين مارس 22, 2010 1:57 pm | |
| القـــــــيروان
تقع القيروان في تونس على بُعد 156كم من العاصمة تونس ؛ وكلمة القيروان كلمة فارسية
دخلت إلى العربية وتعنى مكان السلاح ومحط الجيش أو استراحة القافلة وموضع اجتماع
الناس في الحرب ؛ وقام بإنشاء القيروان عقبة بن نافع رضي الله عنه عام 50هـ ؛ وكان هدفه
من بنائها أن يستقر بها المسلمون حيث كان يخشى إن رجع المسلمون عن أهل أفريقية أن
يعودوا إلى دينهم ؛ اختار عقبة بن نافع موقعها على أساس إستراتيجي واضح فقد قال لأصحابه
بعد الفتح الإسلامي لبلاد المغرب { إن أهل هذه البلاد قوم لا خلاق لهم ؛ إذا عضّهم السيف
أسلموا؛ وإذا رجع المسلمون عنهم عادوا إلى عاداتهم ودينهم ؛ ولست أرى نزول المسلمين
بين أضهرهم رأياً وقد رأيت أن أبنى هاهنا مدينة يسكنها المسلمون } فاستصوب أصحابه رأيه
؛ كما يعتبر إنشاء مدينة القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي
فلقد كانت القيروان تلعب دورين هامين في آن واحد هما الجهاد والدعوة ؛ فبينما كانت
الجيوش تخرج منها للغزو والفتح كان الفقهاء يخرجون منها لينشروا بين البلاد يعلمون
العربية وينشرون الإسلام ؛ ومما يجدر ذكره أن البربر عندما رأوا عقبة بن نافع رضي الله عنه
وهو ينشئ القيروان بنفسه فتأثروا بشخصيته الدينية وبما كانوا يرون عليه من التفاني في
سبيل الإسلام فدخلت جماعات كبيرة المحاربة كما كان لهذه المدينة منزلة دينية عظيمة في
نفوس المسلمين وكانوا يعتبرونها مدينة مقدسة ولايدخلها غير المسلمين ؛ ويُعد مسجد
القيروان الذي بناه عقبة بن نافع عند إنشاء المدينة من أهم معالمها عبر التاريخ ويعتبر من
أقدم مساجد المغرب الإسلامي والمصدر الأول الذي اقُتبست منه العمارة المغربية والاندلسية
عناصرها الزخرفية والمعمارية ؛ كما كان هذا المسجد ميداناً للحلقات الدينية والعلمية
واللغوية التي ضمنت نخبة من أكبر علماء ذلك العصر ؛ كما كانت القيروان أولى المراكز
العلمية في المغرب يليها قرطبة في الأندلس ثم فاس في المغرب الأقصى ؛ ولقد كان للقيروان
دور كبير في نشر وتعليم الدين وعلومه بحكم ماعُلق على هذه المدينة من آمال في هداية
الناس وجلبهم إلى أفريقية ؛ ومما يذكر من اهتمام عقبة بن نافع بالقيروان وحفاوته بها ؛ أنه
بعد أن انتهى من بنائها جمع وجوه أصحابه وأهل العسكر فدار بهم حول مدينة القيروان وأقبل
يدعو لها ويقول في دعائه :{ اللهم املأها علماً وفقهاً واعمرها بالمطيعين والعابدين ؛
واجعلها عِزاً لدينك وذلاً لمن كفر بك ؛ وأعز بها الإسلام }؛ وفى عهد الخليفة الأموي الصالح
عمر بن العزيز ( 99هـ - 151هـ ) أراد تثقيف أهل المغرب وتعليمهم أمر دينهم فجعل من
مدينة القيروان مركزاً للبعثة العلمية المكونة من عشرة علماء من التابعين فأرسلهم إلى
افريقية حيث انقطعوا إلى تعليم ساكنى القيروان أمور الدين ؛ ومن أعلام القيروان الإمام
سحنون بن سعيد تلميذ الإمام مالك ومؤلف كتاب المدونة الذي كان له دور كبير في تدوين
المذهب المالكي ؛ والإمام أبى زيد القيرواني ؛ ويحيى بن سلامة البصري ومن علماء الطب
اشتهرت أسرة ابن الجزار ؛ كما أنشئت بالقيروان المكتبات العامة بالجوامع والمدارس تم
اتسعت مدينة القيروان حتى صارت مع تقدم الزمن من أشهر بلاد المغرب العربي . | |
|