أمينة الحنان عضو ملكي
الهوايات : المهن : المزاج : عدد المساهمات : 704 نقاط : 1043
| موضوع: مدن اسلامية عبر التاريخ دليل حضارات عريقة (حلب ) الإثنين مارس 22, 2010 1:41 pm | |
| حـــلب
تقع حلب في سوريا بين خطى طول 36 ؛ 39 شرقاً وخطى عرض 35 ؛ 37 شمالاً وحلب مدينة
قيمة جداً وقيل في سبب تسميتها { حلب الشهباء } أن نبي الله إبراهيم عليه السلام عند مروره
من بلاد مابين النهرين " العراق " إلى كنعان حلب بقرة شهباء على التل الذي أٌقيمت عليه
قلعة حلب ؛ فكان أهل القرية يقولون: إن إبراهيم حلب الشهباء ..والله اعلم ؛ وكانت حلب في
القديم برية قفراء خالية من الأشجار ثم راجت فيها التجارة رغم ذلك حتى صار أهلها على
جانب كبير من الغنى والثروة ؛ وفى عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تم
دخول حلب في الدولة الإسلامية الكبرى حيث أمر عمر رضي الله عنه أن يخرج أبو عبيدة بن
الجراح رضي الله عنه إلى بلاد الشام فسار أبو عبيدة حتى أتى حلب وكانت ذات قلعة وأسوار
وحصون منيعة فحاصرها أبو عبيدة حتى أتى حلب وكانت ذات قلعة وأسوار وحصون منيعة
فحاصرها أبو عبيدة خمسة أشهر ثم كتب إلى عمر رضي الله عنه يستأذن في الانسحاب عن
الحصار فأجابه أن يقيم عليها ولا يبرحها حتى يفتحها ؛ لئلا يستخف به العدو وبعث مدداً من
الفرسان فتمكنوا بعدة فترة بحيلة من الوصول إلى القلعة وقتل بعض الحراس الذين كانوا
سكارى وفتح الأبواب فدخلها المسلمون عام ( 14 هـ / 636 م ) ؛ ولقد نالت حلب استقراراً
نسبياً خلال فترة خلافة الأمويين ولكن حلب في خلافة العباسيين وقعت في منطقة الصراع بين
العباسيين والطولونيين وظلت كذلك حتى حكم بنى حمدان للشام ؛ وأعلن سيف الدولة الحمداني
حلب عاصمة ملكية لدولة بنى حمدان الذين كانوا يوالون الدولة العباسية وبعد وفاته تولى حكم
حلب ابنه أبو المعالي شريف فأصلح أحوالها وزاد عمارتها إلى أن جاء غزو البيزنطيين لها
في القرن العاشر الميلادي فأعملوا فيها الخراب وكذلك في عهد الفاطميين ؛ ثم دخلت تحت
سيطرة السلاجقة ثم غزاها الصليبيون وجعلوا من المناطق المحيطة بحلب خراباً وسدوا منافذ
الطرق التجارية الموصلة إليها ؛ ثم استخلصها عماد الدين زنكي ورد الصليبين على أعقابهم ؛
ولقد شهدت حلب في عهده نمواً إقتصادياً وعمرانياً كبيراً ولم تهنأ حلب بهدنة بعد ذلك بفترة فقد
كانت عرضة لهجمات الصليبيين وحاصروها مرات ولكن لم ينالوا غرضهم حتى أتى فيضان
النهر بغتة فأضر بمعسكرهم فانسحبوا عنها إلى إنطاكية ؛ ثم وقعت بها زلازل عام ( 533هـ /
1139 م ) ؛ ( 565هـ / 1170م ) فهدمتها ثم أٌعيد ترميمها ؛ ثم دخلت حلب تحت سلطان
صلاح الدين الايوبى ثم انتقلت إلى دولة المماليك ثم دخلها التتار بقيادة تيمورلنك فهرب سكانها
وازدحموا على الأبواب ومات منهم خلقٌ كثير والعدو وراءهم يقتل ويأسر وخرب المدينة وحرق
جوامعهم ومدارسهم وبيوتهم ؛ ثم دخلت حلب تحت سلطان الدولة العثمانية فأٌعيد عمرانها
ورجع إليها استقرارها ؛ وأخذت المدينة في الازدهار والتقدم من جديد وأصبحت كما كانت
مركزاً مهماً للتجارة ومفتاحاً لدخول آسيا ؛ واستمرت سلطة الدولة العثمانية على حلب نحو
أربعة قرون تخللها احتلال إبراهيم باشا لحلب ( 1246هـ /1831 م ) – ( 1255 هـ / 1840
) ؛ ثم انتهى حكم العثمانيين مع نهاية الحرب العالمية الأولى وفرض الانتداب الفرنسي على
سورية ومنها حلب ؛ وظل أهل سوريا يقاومون هذا الانتداب حتى تم في عام ( 1365 هـ /
1946م ) جلاء القوات الفرنسية والإنجليزية وانتهى الانتداب بعد معارك طاحنة ؛ واشتهرت
حلب على مر العصور بمجموعة من المعالم الأثرية التي يعود تاريخها إلى فترات قديمة
كالقلعة والمسجد الاموى كما برز بها جماعة من العلماء في شتى العلوم .
| |
|