أمينة الحنان عضو ملكي
الهوايات : المهن : المزاج : عدد المساهمات : 704 نقاط : 1043
| موضوع: مدن اسلامية عبر التاريخ دليل حضارات عريقة (سمرقند) الإثنين مارس 22, 2010 2:02 pm | |
| سمـرقـند
تعتبر سمرقند من أقدم بلاد العالم فهي تقع في جمهورية أوزبكستان ؛ وكلمة " قند " إيرانية
تعنى مدينة ولم تٌفسر كلمة " سمر " للآن تفسيراً مقنعاً ؛ وكانت سمرقند عاصمة بلاد ما
وراء النهر لمدة خمسة قرون منذ عهد السامانيين إلى عهد التيموريين كما كانت سمرقند
وبخاري أهم حاضرتين فيما وراء النهر ؛ وعرف موقع سمرقند بأنه جنة بحق ومناخها قاري
كالمناخ السائد في آسيا الوسطي ؛ وعدد سكانها حوالي نصف مليون نسمه ؛ كما تعتبر سمرقند
الآن من أهم المدن نشاطاً في أوزبكستان في مجال الزراعة والتجارة والصناعة ؛ ودٌمرت
سمرقند عبر تاريخها ثلاث مرات أولها كان عام ( 329ق.م ) على يد الإسكندر وكان اسمها
وقتداك " مرقندا " وثانيها في عهد جنكيز خان عام ( 617هـ / 1220 م ) وثالثها كان على
أيدي الأوزبك في منتصف القرن التاسع الهجري – الخامس عشر الميلادي – وكانت قبائل
الأوزبك وقتداك لم تعتنق الإسلام بعد ؛ وبدأ الفتح الإسلامي لمناطق ما وراء النهر " نهر
جيحون " منذ عام ( 46هـ ) ثم عٌين قتيبة بن مسلم والياً على خٌـراسان وكان حاكم سمرقند
يسمى طرخون ؛ وفى عام ( 91هـ / 709م ) تصالح طرخون مع قتيبة بن مسلم على أن يؤدى
الجزية للمسلمين ويقدم لهم الرهائن غير أن ذلك أغضب رعاياه فخلعوه وعٌين إخشيد غورك
مكانه ولكن قتيبة بن مسلم أجبره على التسليم في عام ( 93هـ / 712 م ) بعد أن حاصر
سمرقند وقتاً طويلاً ؛ وظلت سمرقند وبخاري قاعدة للفتوح الإسلامية الاخرى ونشر الإسلام في
البلاد ؛ ومرت سمرقند بفترات من الضعف بعد ذلك بعد أن تقدم الإسلام منها إلى الصين والهند
وروسيا ذاتها حتى إن الاراضى الروسية ظلت خاضعة للسيطرة ثلاثة قرون وكان دوق موسكو
يدفع الجزية سنوياً لأمير بخاري ولكن قياصرة روسيا سرعان ما استردوا هذه المناطق
الإسلامية وسقط أول حصن إسلامي وهو حصن " آق مسجد " في بلاد ما وراء النهر بيد
الروس عام ( 1852م ) وبينما كانت الدولة العثمانية في منتصف القرن السادس عشر تهدد
أوروبا وتزحف إلى أفريقيا وآسيا كانت روسيا القيصرية تهاجم سمرقند وغيرها من تلك البلاد
الإسلامية وحين قام النظام الشيوعي عام ( 1342هـ / 1923م ) في روسيا صارت سمرقند
ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق حتى إنهياره عام ( 1412هـ / 1991م ) فصارت
سمرقند إحدى مدن جمهورية أوزبكستان بعد الاستقلال ؛ ومن أشهر ما يميز سمرقند من
الصناعات القديمة صناعة الورق والمنسوجات والسجاد ؛ كما تميزت سمرقند على مر العصور
بالعديد من المدارس التي تدل على مدى اهتمام أهلها بالعلم ؛ كما اشتهر في سمرقند جماعة
من العلماء منهم محمد بن عدى السمرقندى وأبو منصور الماتريدى وأبو الحسن الميداني
ومنهم أحمد بن عمر أبوبكر السمرقندى ومحمد بن مسعود السمرقندى صاحب التفسير
المعروف بتفسير العياشى وعلاء الدين السمرقندى ونجيب الدين السمرقندى وشمس الدين
السمرقندى وأبو القاسم الليثى السمرقندى وقاضى زاده الرومي ؛ كما يوجد بسمرقند قبر الإمام
البخارى رحمه الله صاحب أصح كتاب من كتب الحديث .
| |
|