أمينة الحنان عضو ملكي
الهوايات : المهن : المزاج : عدد المساهمات : 704 نقاط : 1043
| موضوع: مدن اسلامية عبر التاريخ دليل حضارات عريقة (مكة المكرمة ) الإثنين مارس 22, 2010 1:22 pm | |
| لقد انبعث في صدر الإسلام رجال يفخربهم الزمان ؛ وكما أسسوا النفوس الكبار والعباقرة
العظام استطاعوا ايضاً أن يأسِّسوا البلاد والمدن والحصون والقلاع التي يفخر بها المسلمون
حتى اليوم ؛ نخاطب ذلك القطاع العريض من المجتمعات على اختلافها والذين لا يعرفون إلا
لندن و باريس و نيو يورك نحاول أن نذكرهم بالمدن التي أسسها المسلمون الأوائل بقدر ما
اتيح لهم آنذاك من قدرة وقوة ومنعة ونظاماً وعمارة لا تزال أصابعها تؤثر لليوم في دنيا الناس
؛ نريد أن يعرف الناس القيروان وسمرقند وحلب وبغداد وقرطبة وغيرها ؛ إن مؤسس القيروان
بعد أن فرغ من تأسيسها جمع الصالحين وظل يدعو { .....اللهم املأها علماً وصلاحاً وثقاً
وصالحين عاملين ؛ والناس يرددون أمـين } بمثل هذه النية الصالحة أسس سلفنا الصالح رضى
الله عنهم وارضاهم اجمعين بلادهم ؛ في حين تجد تلك البلاد التي تنمو نمواً حثيثاً بمر الدهور ؛
إنما هو أمر طبيعى لتطور الزمن ؛ فما أفخر بلاد الغرب اليوم إلا تراكم لجهود غير مرتبة ؛ لم
تُبنى على نيات صالحة كما هو الحال في بلادنا ؛ ومدننا الإسلامية في الأندلس خير شاهد على
ما أقول والتي لا تزال شاخصة في سماء ( أسبانيا ) بعض معالمها حتى اليوم رغم مااصابها
من تشويه وطمس مُتعمد وغير مُعمد من عوادي الزمان .
مـكة المكرمة
تقع مكة المكرمة في إقليم الحجاز على بعد 70 كيلومتر شرق مدينة جدة بالمملكة العربية
السعودية على خط 27 & 21 شمالاً وخط طول 49 & 39 شرقاً ؛ وقيل سُميت بمكة لأنها تمك
الذنوب ؛ وقيل لأن الماء بها قليل ؛ وقد ذكرها القرآن الكريم بعدة اسماء : مكة ؛ بكة ؛ القرية
؛ أم القرى ؛ البلد الأمين ؛ وترتبط نشأة مكة بقصة سيدنا إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما
السلام عندما أمر الله تعالى إبراهيم أن يذهب بابنه إسماعيل إلى الوادي الذي أقيمت فيه مكة
بعد ذلك { ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم } ( إبراهيم : 37 ) ؛
وجاءت قبيلة جرهم وسكنت هذا الوادي بعد أن فجر الله ماء زمزم لإسماعيل وأمه ومن هنا
كانت نشأة مكة ؛ ثم تزوج إسماعيل عليه السلام من قبيلة جرهم وزحف العمران إلى مكة
واتسعت وذاعت شهرتها بين المدن ؛ أمر الله إبراهيم الخليل أن يقيم قواعد المسجد الحرام بها
؛ وبذلك أصبحت مكة مكاناً مقدساً زادها الله تقديساً وتشريفاً ؛ ثم أمر الله إبراهيم الخليل أن
يؤذن في الناس بالحج فأتى الناس من كل فج يطوفون بها ؛ استمرت قبيلة جرهم في خدمة
الكعبة المشرفة ورعاية زوارها ؛ ثم حلت قبيلة خزاعة مكانها ثم انتقلت الخدمة والرعاية إلى
قريش حتى وصلت إلى قصي بن كلاب الجد الرابع للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ أسس قُصى دار
الندوة بالقرب من الكعبة للتشاور في الأمور المهمة ؛ ثم حدث في عام 571 م أن أراد أبرهة
ملك الحبشة هدم الكعبة فساق إلى مكة جيشاً عظيماً يتقدمه فيل ضخم فهزمه الله وأرسل عليه
جيشاً من الطيور ترمى الجيش بحصى صغير فأبيد الجيش عن أخره ؛ وفى هذا العام ولد
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ؛ كانت بمكة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وبها بعث
واستمر 13 عاماً بها يدعو قريش ومن جاورهم من القبائل إلى الإسلام ؛ هاجر منها رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم عاد بعد 8 أعوام ففتحها وأصبحت بذلك لمكة مكانة
عظيمة في قلوب المسلمين جميعاً إلى يومنا هذا ؛ وكانت لمكة قبل الإسلام شهرة ثقافية
وعلمية وتجارية عظيمة ؛ واختصت سوق عكاظ بمكة بنظام جعلها أحسن أسواق العرب إذا
اتسع لجميع قبائل العرب ؛ ولم تكن عكاظ سوقاً للتجارة فحسب بل كانت سوقاً للخطابة والشعر
أيضاً ؛ ولمكة في الإسلام مكانة لا تدانيها مكانة؛ فبها الكعبة وحولها بيت الله ؛ وبها معالم
الحج ومناسكه كلها ففي مكة جبل عرفات الذي يشهد أهم أركان الحج ؛ ومنى التي يمكث
الحجاج بها أياماً في فريضة الحج ؛ وفى مكة رابطة العالم الإسلامي ؛ ولقد شهدت مكة في
العهد الحديث اتساعاً وتنظيماً وعدة طرق حديثه وأنفاقاً تيسر السير بها ؛ وقد شهد ايضاً
المسجد الحرام أقصى اتساع له وبنى بأحدث وسائل العمارة الإسلامية فصار يتسع في المواسم
لمليوني مصلٍ به .
| |
|