منتديات جزائر الأحبة
منتديات جزائر الأحبة
منتديات جزائر الأحبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
الاشتراك
ضع بريدك ليصلك جديد المنتدى

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner

المواضيع الأخيرة
» برنامج InstantDemo كامل تصوير سطح المكتب بالفلاش
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 02, 2013 9:32 am من طرف naruto14145

» أجمل كلام قيل في الرجل
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد ديسمبر 04, 2011 4:02 am من طرف شاعر الليل

» تعلّم كيف تشكر الآخرين
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد ديسمبر 04, 2011 4:00 am من طرف شاعر الليل

» الاهانة جمرة تحرق القلب
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالثلاثاء مايو 25, 2010 9:12 am من طرف أمينة الحنان

» كلام الأقران يطوى ولا يروى‎
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالثلاثاء مايو 25, 2010 9:01 am من طرف أمينة الحنان

» سر السعادة
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأربعاء مايو 19, 2010 9:34 am من طرف وردة الربيع

» متصفح جوجل كروم
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالثلاثاء مايو 18, 2010 11:33 am من طرف ZOOMA

» البشارات بالإسلام في الكتب المقدسة مملكة الله
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالثلاثاء مايو 18, 2010 10:51 am من طرف محمد حميدي

» الصديق كالأخ أوأكثر مهما أخطأ سامحه .. للـنــقــــاش ..
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالثلاثاء مايو 18, 2010 3:10 am من طرف ZOOMA

الزوار

.: عدد زوار المنتدى :.

تصويت
ما رايك بالمنتدى؟
ممتاز
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_rcap179%نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_lcap
 79% [ 33 ]
متوسط
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_rcap17%نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_lcap
 7% [ 3 ]
يحتاج الى تعديل
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_rcap114%نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Vote_lcap
 14% [ 6 ]
مجموع عدد الأصوات : 42
التوقيت

Myspace Comments - Pretty Flowers and Birds Myspace Calendar Fun Quizzes Dumb Tests MySpace Quizzes

 

 نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
وردة فلسطين
عضو جديد
عضو جديد



فلسطين
عدد المساهمات : 70
نقاط : 162

نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم   نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 23, 2009 9:16 am

الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ،

وجعل لأهل الكفر ببعثة نبيه " محمد"

من كفرهم فرجا ومخرجا .

والصلاة والسلام على خير من اصطفى ، وأتم به نعمته و أكمل

دينه لخلقه وكفى ، ورضى الله تعالى عن آله البررة الاطهار ،

وصحابته الأخيار ، وجمعنا معهم فى دار النعيم المقيم ، التى لا

يدخلها إلا من أتى الله بقلب سليم .

وبعد ....

فقد كانت حول هذا الرسول الكريم ، صاحب الخلق العظيم :

نساء طاهرات تقيات ، بارات نقيات ، مخلصات وفيات ، وعلى

عهد الله وعهد رسوله كن محافظات .

أخواتى وحبيباتى فى الله المسكيات الغاليات سأبدأ معكن بإذن

الله تعالى وحوله وقوته


سلسلة " نساء حول الرسول " أنقلها لكن من كتاب " نساء

حول الرسول " للكاتب محمد برهان


ومما دفعنى للحديث عنهن ، أننى وجدت فيهن الأسوة الحسنة ،

والقدوة المثلى لنا جميعا فعسى أن نتبعن خطواتهن

، فنكن جديرات بلقائهن فى خير مستقر ومقام إن شاء رب الأنام


وهؤلاء النسوة اللواتى كن حول رسول الله

ينتظمن فى أربعة عقود :






الأول : أمهاته

الثانى : زوجاته

الثالث : بناته

الرابع : عماته

وسنبدأ إن شاء الله بسيرة أمهاته الطاهرات رضى الله عنهن

جميعا ، وهن :

آمنة بنت وهب التى وضعته _ وحليمة السعدية التى أرضعته

_ وأم أيمن التى احتضنته _ وامرأة عمه أبى طالب التى ربته

مع أولادها بعد كفالة عمه له .


فإذا كنتن حبيباتى على استعداد لمتابعة السلسلة

فانتظرونى مع أم الحبيب آمنة بنت وهب


أسأل الله العلى العظيم رب العرش العظيم أن يجعل هذا العمل

خالصا لوجهه الكريم وأن يجعله في ميزان من كتبه .




ترى الموضوع منقول
تحياااتي








يطلق لفظ الأم على كل من ولدت أو وضعت أو

أنجبت طفلا أو اكثر ، وعلى كل من أرضعته او

حضنته أو ربته أو كفلته أو رعته .

وعلى هذا الأساس فقد كان لرسول الله

أربع أمهات .


السيدة آمنة بنت وهب


كانت من أعرق سيدات قريش حسبا ، وأرفعهن

نسبا ، ولها قدر واف من الذكاء ، ونصيب كبير

من الفصاحة وكان أبوها وهب بن عبد مناف بن

زهيرة يتمتع بشرف ومكانة بين بنى قومه .

وقد تزوجت السيدة آمنة من عبد الله بن عبد

المطلب بن هاشم ، وفى الليلة الأولى لزواجها ،

رأت السيدة آمنة فى منامها رؤيا مفزعة ، فهمت

من نومها ، وقصتها على زوجها عبد الله

والرعب يملأ نفسها ، وأخبرته أنها قد رأت

شعاعا من نور خرج منها فأضاء الدنيا من

حولها ، حتى تراءت لها قصور بصرى فى بلاد

الشام ، وسمعت هاتفا يقول لها : يا آمنة ، لقد

حملت بسيد هذه الأمة .

وراح عبد الله يخفف من غلواء فزعها ، حتى

سكنت نفسها ، وعادت إليها طمأنينتها

وهدوءها بعد جهد جهيد.

و تذكرت آمنة بعض ما اخبرها به زوجها عبدالله

عن أخت ورقة بن نوفل التى كانت تريد الزواج


من عبد الله قبل زواجه بالسيدة آمنة لكنه رفض


فلما دخل بآمنة ، رأى أخت ورقة فأعرضت عنه


فلما ذكرها بما كان منها بالأمس ، قالت :


بالأمس رأيت فى وجهك نورا فاحببت أن يكون


فى ، واليوم أراه قد فارقك إلى غيرى ، فلم تعد


لى بك حاجة .




وكانت قريش تعتمد فى معاشها على التجارة ،

وكان رجالها يخرجون فى قوافلهم إلى الشام

حينا و إلى اليمن حينا آخر .

وذات يوم ، فوجئت آمنة بزوجها يدخل عليها

ليخبرها بسفره مع إحدى القوافل المنطلقة إلى

الشام ، فانتابها القلق عليه واستبدت بها

الوساوس والأوهام ، وخافت أن يكون

هذا آخر العهد بينهما .

وانطلقت القافلة إلى غايتها ، ولكن مخاوف آمنة

على زوجها باتت فى ازدياد ، ثم لم تلبث تلك

المخاوف أن تبددت ، وحلت محلها الفرحة

والسرور والشوق إلى لقاء زوجها الحبيب ،

وكان الباعث على هذه المشاعر إحساسها

المفاجىء بظهور عوارض الحمل عليها ،

و أنها ستكون أما .

وراحت تسأل نفسها عن وسيلة تحمل تلك

البشرى الغالية إلى زوجها ، فما وجدت إلى ذلك

سبيلا ،ولم تكن تعلم بما يخبئه لها القدر

من الحزن والألم ، و أن رؤيتها لزوجها

أصبحت حلم بعيد المنال ، لأن المرض باغته

أثناء عودته ووافته المنية فى يثرب فدفن فيها .




لقد كانت الفاجعة ثقيلة الوطأة على آمنة ،

ويضيق عنها الجلد والإحتمال ، ولم تجد إلا

التسليم بحكم الله .

وكرت الأيام وطرقها المخاض ليلة الإثنين الثانى

عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل ، ولما

وضعت مولودها ، أرسلت إلى جده عبد المطلب

من يبشره بمولد حفيده ، فسر به غاية السرور

وسماه محمدا ، وعلى الرغم من

الفرح الغامر الذى لف آمنة إلا أنه عز

عليها رحيل أبيه قبل أن يراه .


وكانت النساء القرشيات لا يرضعن أطفالهن ،

وقد اعتدن أن يرسلنهم إلى البادية لإرضاعهم

من قبل المراضع .

وكانت حليمة السعدية قد قصدت مكة ـ حرسها

الله ـ لتلتمس طفلا ترضعه فلم تجد غير هذا

اليتيم ، وقد ألهمها الله عز وجل أن تحمله

معها إلى مسكنها فى البادية ، لما أراد بها من

الخير .

وحين انتهت مدة الرضاع ، عادت به حليمة إلى

أمه آمنة ، حتى إذا بلغ السادسة من عمره ،

أرادت آمنة أن تذهب به إلى يثرب لتريه

لأخواله ، وتزيره قبر أبيه ، وكانت بصحبتها

أم أيمن حاضنته ، لكن الموت عاجل آمنة فى

طريق العودة ، ودفنت بالأبواء ، وعادت أم أيمن ا


بسيد البشر إلى جده عبد المطلب ليرعاه .







انتظرونى مع


السيدة حليمة السعدية ( مرضعة الرسول )



[align=center]




السيدة حليمة السعدية


كانت إحدى نساء بنى سعد اللواتى يسكن البادية

، والدها عبدالله ابن الحارث بن شجنة ، و أما

زوجها فهو الحارث بن عبدالعزى .

وقد اعتاد أشراف قريش إرسال أولادهم إلى

البادية بغية إرضاعهم من قبل المراضع فيها

حتى ينشأوا أقوياء أصحاء .

ولما قدمت المراضع من البادية إلى مكة

لالتماس الرضع فازت كل منهن برضيع ما عدا

حليمة التى قصدت مكة بصحبة زوجها الحارث

وصغيرها الرضيع عبدالله ، وكانت الحاجة قد

دفعتهم للخروج إلى مكة بسبب الجدب الذى

أصابهم فى تلك السنة ، وعدم وجود شيء

يقوتهم ، وكانوا يأملون بسد حاجتهم مما يجود

به عليهم أهل الرضيع الذى يريدون حمله معهم

إلى البادية ، وقد أعرضت المراضع جميعا عن

أخذابن آمنة وكن يقلن : ما الذى سنناله من

أهلطفل يتيم ، وأى معروف نجنيه من أم وجد

عن صبى مات أبوه ؟

لكن حليمة و زوجها صمما ألا يعودا بخفى

حنين ، واتفقا على أن العودة بهذا الطفل اليتيم

خير لهما من تركه .



وكم كانت دهشة حليمة عظيمة مما رأته بعد أن

حملته إلى رحلها ! إن صغيرها عبدالله لم يكن

يكف عن البكاء من شدة جوعه ،لأن صدر أمه

ليس فيه ما يكفيه من اللبن لإسكات جوعه .

كما أن الناقة التى كانت تحمل زوجها مسنة

وليس فيها قطرة من اللبن .

ولما عرضت حليمة ثديها على محمد

التقمه ، وأخذ يمصه حتى ارتوى ،

ثم عرضت عليه ثديها الآخر فأباه وكأنه علم

أن له أخا يحتاج إلى ما فيه ، ولا ينبغى له أن

ينافسه فى نصيبه ، فسبحان من هداه لهذا ،

وهو فى المهد ما يزال صبيا !

ثم قام زوج حليمة للناقة فوجدها حافلة باللبن ،

فحلبها ، ثم شرب مع زوجته حتى ارتويا ،

وباتا فى خير حال .

ولاحظ صواحب حليمة ما جرى ، فقلن لها :

إنها بركة هذا اليتيم ، فردت بقولها : أرجو

ذلك .وكانت الأتان العجفاء التى ركبتها

حليمة فى آخر الركب عند القدوم لشدة ضعفها

، أما عند العودة فكانت تتقدم الجميع ، حتى

سألتها صواحبها : أليست هذه أتانك التى قدمت

بها ؟ فكانت تقول لهن : إنها هى . فيقلن لها :

إن لها لشأنا .



وهكذا فاضت بركة هذا الطفل اليتيم على حليمة

و أهل بيتها ، وكانت لها أغنام إذا خرجن إلى

المرعى عدن شباعا حفلا باللبن ،

وشياه جيرانها يعدن من دون أن يكون فى

ضروعها شيء من اللبن .

ولما أتم مدة رضاعه وهى سنتان

رأت فيها حليمة وزوجها من الخير ما لم يرياه

طوال حياتهما ، مضت به إلى ديار أمه بعد

أن فطمته ، وقد دفعها حبها له ، وتعلقها به إلى

سؤال أمه آمنة أن تمدد أجل بقائه لديها ، ولم

تجد آمنة بدا من الاستجابة لإلحاح حليمة التى

جاءت بالطفل المبارك إلى ديار قومها فى بنى

سعد . وسرت ابنتها الشيماء

برجوع محمد أيما سرور ، لأنها

باتت تألفه ، ولا تصبر على فراقه ، وتخرج به

إلى النزهة ، وتسعد بصحبته غاية السعادة .



وذات يوم خرج عبدالله بن حليمة ومحمد

خلف بيت حليمة فإذا ابن حليمة

يعود عجلان إلى أمه و أبيه ويقول : أدركا

أخى ، لقد أمسك به رجلان عليهما ثياب بيض
ورأيتهما يشقان بطنه ، ويخرجان شيئا منه ، ثم

يدعانه وينصرفان عنه . وأسرعت حليمة

وزوجها ليرياه ، وقد تملكهما قلق شديد عليه ،

فلما وصلا إليه وجداه ممتقع اللون ، فحملاه

إلى البيت ،وهمامضطربان فزعان لئلا يناله

مكروه وهو أمانة لديهما .ولما سألاه عما جرى

له ، قال : جاءنى رجلان عليهما ثياب بيض ،

فأضجعانى ،وشقا بطنى ، فالتمسا فيه شيئا لا

أدرى ما هو ؟ وتبادلت حليمة وزوجها نظرات

الخوف والقلق ، ثم عزما على إعادته إلى أمه

فى الحال قبل ان يمسه سوء فى ديارهما .

ودهشت آمنة لسرعة عودتهما بابنها لكثرة ما

كان من إصرار حليمة على مكوثه معها ،

ورابها الأمر ، فألحت على حليمة أن تخبرها

بالحقيقة فلم تستطع أن تخفى عنها شيئا ،

فقالت آمنة : إن كنتما تخوفتما عليه من

الشيطان ، فإنه ما له عليه من سبيل .

وكما سرت الشيماء بعودته إليها ، فقد تألمت

كثيرا حين أعادته أمها إلى أمه ، ولم يكن بيدها

حيلة لتمنع ما جرى .


ولما عاد رسول الله من غزوة


الطائف منتصرا ومعه سبى هوزان وغنائمها


وجاءه وفدهم يسألونه أن يمن عليهم ، فقال :


" أما ما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم "


وحذا المهاجرون والأنصار حذوه بعد أن


وعدهم بست فرائض من أول فيء يصيبون .





وذات يوم كان النبى فى أصحابه ،


فأقبلت امرأة حتى دنت منه ، فبسط لها


النبى رداءه فجلست عليه ، فقيل :


من هذه ؟ قالوا : أمه التى أرضعته .


ودخلت حليمة وابنتها الشيماء فى دين الله


طائعتين .


انتظرونى إن شاء الله مع

السيدة أم أيمن (حاضنة الرسول )



السيدة أم أيمن


أمة حبشية تدعى بركة ، كانت أمة لعبدالله بن عبدالمطلب والد النبى الذى لم تكتحل برؤيته عيناه ، أبوها يدعى ثعلبة بن عمرو بن حصن ، تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجى بعد أن أعتقها رسول الله وقد ولدت له أيمن بن عبيد الذى رزق الشهادة فى غزوة حنين بعد أن أبلى يومها أحسن البلاء ، و أما زوجها عبيد فقد أقام على الشرك حتى مات بعد أن فرق الإسلام بينه وبينها .




ولما أتم محمد فترة رضاعه فى بادية بني سعد ، ردته حليمة إلى أمه آمنة بنت وهب فعهدت بحضانته إلى أم أيمن وكان يناديها بأجمل نداء ، وهو قوله : يا أمه ، كما ورد عنه أنه كان يقول : " أم أيمن أمى بعد أمى " ، وقد أعتقها رسول الله بعد زواجه من السيدة خديجة بنت خويلد التى كانت تلقب فى الجاهلية بالطاهرة ، وقيل : إنه كانت لها هجرتان : الأولى بصحبة مهاجرة الحبشة ، والثانية إلى المدينة المنورة .




وكانت لبركة هذه بركات وكرامات ، قل أن فازت بمثلها المؤمنات ، وقد أخرج ابن سعد فى طبقاته الكبرى ، فقال : لما هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرف دون الروحاء فعطشت وليس معها ماء ، وهى صائمة ، فجهدها العطش ، فدلى عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض ، فأخذته ، فشربت منه حتى رويت . فكانت تقول : ما أصابنى بعد ذلك عطش ، ولقد تعرضت للعطش بالصوم فى الهواجر فما عطشت بعد تلك الشربة ، وإنى كنت لأصوم فى اليوم الحار فما أعطش .


و أم أيمن واحدة من المبشرات بالجنة ، وقد سمع زيد بن حارثة رضى الله عنه قول رسول الله : " من سره أن يتزوج امرأة من الجنة فليتزوج أم أيمن ، فبادر زيد إلى النبى وخطبها منه ، وكان من ثمرة هذا الزواج أن ولدت له أسامة بن زيد ، ولما كان الصحابة يدعون زيدا حب رسول الله فقد أطلقوا على ابنه أسامة حب الحب .




وكفى أم أيمن فضلا أن يقول عنها رسول الله بعد أن ينظر إليها : " هذه بقية أهلى " .




وكانت ـ رضى الله عنها ـ ترافق رسول الله فى حله وترحاله حتى فى خروجه غازيا فى سبيل الله ، وقد لمع نجمها يوم أحد ، فقد خرجت لتسقى العطاش من جند الله وتضمد جراح المصابين ،

ولما رأت رسول الله قد شقت شفته ، وكسرت رباعيته ، وسال الدم على وجهه الشريف عز عليها مرآة هذا ، وحين رأت بعض المسلمين يفرون عنه غير مبالين بما أصابه راحت تحثى التراب عليهم وتقول لكل فار يمر بها : هاك المغزل فاغزل به ، وهلم سيفك ، تعنى أنه امرأة ولا شأن له بالقتال ، لأن القتال من عمل الرجال ، وقد أصابها سهم سدده إليها أحد المشركين ، ورآها رسول الله فأعطى سعد بن أبى وقاص سهما ليس له نصل وأمره أن يرمى من رماها ، فأصابت رميته ، والتفت رسول الله إلى أم أيمن ثم قال : " استقاد لها سعد " .




وكان زيد بن حارثة قد حرم من السعادة الزوجية التى كان يتوخاها حين تزوج زينب بنت جحش ابنة عمة رسول الله لعد الوفاق معها ، لكن أم أيمن عوضته عن ذلك ، فوجد لديها السعادة التى كان ينشدها وبلغت سعادتهما أوجها بعد أن انجبت له ولده أسامة بن زيد .




وكان رسول الله يكن لزيد وامرأته وابنهما أسامة أعمق الحب ، ويظهر لهم أحر الوداد ، وكان يستعمل زيدا و ابنه أسامة على الجيوش التى يبعثها ، وفيها كبار الصحابة . فهل من دليل أكبر من هذا يدل على عمق حبه وحرارة مودته لهذه الأسرة الكريمة ؟



ما جهز رسول الله جيشا للقاء الروم عند قرية مؤتة استعمل على هذا الجيش ثلاثة أمراء ، ورتبهم كما يلى :


زيد بن حارثة فإن سقط شهيدا ، فجعفر بن أبى طالب فإن سقط شهيدا فعلى الناس عبدالله بن رواحة ، وبعد التحام جند الله مع أعداء الله جاء الوحى إلى رسول الله يخبره باستشهاد الأمراء الثلاثة زيد وجعفر وابن رواحة .




وتلقت المؤمنة المجاهدة أم أيمن نعى رسول الله للشهداء بصبر وثبات لا يعرفان عند كثير من الرجال .




كان يقينها أن الجنة مستقر الشهداء ، وقد اتخذ زيد سبيله إليها ، و أما هى فقد بشرها بها رسول الله ، وهى مطمئنة إلى لقاء زيد هناك ، ولكنها تريد أن تطمئن على مصير أيمن و أسامة ولا تريد أن يكونا بعيدين عنها فى دار الخالدين .

لذلك دفعت بهما ليخرجا مع رسول الله والمسلمين إلى حنين ، وكما تمنت فقد اتخذ الله أيمن شهيدا مع عدد من المسلمين ، و أما أسامة فقد كتبت له السلامة .




وكانت أم أيمن تتدلل فى بعض الأحيان على رسول الله لما كانت تعلمه من حسن عشرته ، وخلقه العظيم ، ونبله الكريم ، ومعرفتها بمكانته عنده ، وكبير تقديره لها . ففى إحدى المرات كما تروى السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت : شرب رسول الله و أم أيمن عنده فقالت : يا رسول الله ، اسقنى ، فقلت لها :




ألرسول الله تقولين هذا ؟ فقالت : ما خدمته أكثر ، فقال النبى : " صدقت أم أيمن " ، فسقاها بيده الكريمة . فما أعظم حفظك للمعروف ، وردك للجميل ، يا أكرم المرسلين !




وشهدت أم أيمن شهادة الحق ، ولم تقل غير الصدق حين سألها سيد الخلق ، يوم افتري على أم المؤمنين عائشة فى حادثة الإفك ، وقال : " يا أم أيمن ، أى امرأة تعلمين عائشة ؟ فردت : حاشا سمعى وبصرى أن أكون علمت أو ظننت بها إلا خيرا . وخاب سعى المفترين ، وباؤوا بالخزى المبين . وإذا كانت أم أيمن قد شاركت البيت النبوى أحزانه و أتراحه ، وشهدت وفاة السيدة خديجة و زينب بنت رسول الله .

فإن أعظم المصائب التى منيت بها ، يوم التحق نبى الله بالرفيق الأعلى ، فقد هزها الخطب هزا عنيفا وجرعها أمر كؤوس الألم و الأسى ، ولم تجد غير الصبر و الرضا بقضاء الله متأسية بما كان يفعله رسول الله فى مثل هذه المواقف .



و لما كان رسول الله يزورها مع


بعض أصحابه إبان حياته ، فقد استمر أبو بكر و عمر رضى الله عنهما يفعلان ذلك بعد وفاته .




وقد أخرج الإمام مسلم فى صحيحه عن أنس رضى الله عنه قال : " قال أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ بعد وفاة رسول الله لعمر : انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها ، كما كان رسول الله يزورها ، فلما انتهيا إليها بكت فقالا لها : ما يبكيك ؟ ما عند الله خير لرسوله ، فقالت : ما أبكى ألا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله ، ولكن أبكى أن الوحى قد انقطع من السماء ، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها .




إنه الوفاء الذى تعلمته أم أيمن فى بيت النبوة ومن أوفى من رسول الله بعهده لله و لأهله و لأصحابه و للمسلمين ؟ حتى مع الكفار إذا عاهدهد كان يفى لهم إلا أن يكونوا هم الناكثين .



ولما بلغها أن الخليفة العادل عمر بن الخطاب طعن بيد أبى لؤلؤة المجوسى ، وقضى نحبه ، قالت : اليوم ، وهى الإسلام ، ولم تستطع الإنتظار طويلا فلحقت به بعد عشرين يوما ودفنت فى البقيع .




انتظرونى مع




السيدة فاطمة بنت أسد امراة عم رسول الله




السيدة فاطمة بنت أسد




والدها : أسد بن هاشم بن عبد مناف ، تزوجها أبو طالب بن عبد المطلب فأنجبت له أربعة ذكور هم : طالب ، وعقيل ، ، وجعفر ، وعلى ، وثلاث إناث هن : ريطة ، وجمانة ، وأم هانىء.


ولما أراد الله بها من الخير لبت دعوة الإسلام ، وكانت من المبايعات اللواتى بايعن رسول الله ، ثم هاجرت إلى المدينة .


أما زوجها أبو طالب فقد رفض تلك الدعوة ، ومات على ملة الأشياخ من المشركين ، رغم دفاعه الشديد عن ابن أخيه ، وحمايته له من أذاهم وبغيهم و طغيانهم .


توفيت آمنة بنت وهب وتركت وراءها ابنها الوحيد محمدا وقد بلغ السادسة من عمره ، فكفله جده عبدالمطلب حتى إذا مضت سنتان و أصبح عمره ثمانى سنوات ، وافت المنية عبدالمطلب فكفله عمه أبوطالب وضمه إلى أسرته ليعيش بين أولاده ، و أوصى امرأته فاطمة بنت أسد بحسن رعايته ، والعطف عليه ، بعد أن حرم عطف أبيه و منع حنان أمه ، وشفقة جده و عنايته به .


ووعت أم طالب وصاة زوجها لها ، فأحسنت معاملته كل الإحسان ، ومنحته من العطف والحنان ، ما يكاد يعجز عن وصفه اللسان ، و أولته من حبها وكرمها إلى درجة إيثاره على بنيها كما شهدت مع زوجها أبى طالب من بركته وفضله الذى عم أسرتها برمتها .


ولما أبلغت زوجها أبا طالب أن الطعام الذى تقدمه لأبنائها لا يكفى لسد جوعهم حين يأكلون فى غياب ابن أخيه ، أما كمية الطعام ذاتها فيفيض منها إذا أكلوا وكان حاضرا وهم يطعمون .


وكذلك حال الماء ، فإن القدح لا يروى أيا منهم ، أما إذا شرب ابن عمهم منه ، فيكفى لإروائهم وتبقى فيه بقية .


ولهذا أمر أبوطالب أولاده أن يطعموا و يشربوا فى الوقت الذى يكون فيه ابن عمهم بين ظهرانيهم ، وجالسا معهم .


وكان عمه أبوطالب يقول لامرأته : إنه ولد مبارك .





وحين اشتد عوده و أصبح قادرا على الكسب أراد رد الجميل لعمه ، بعدما رأى من كثرة عياله ، وضيق ذات يده ، وقلة كسبه ، فكلم عمه العباس ابن عبدالمطلب للتخفيف عن أبى طالب ومساعدته فى تربية بعض عياله . وقصد محمد وعمه العباس دار أبى طالب ولما فاتحاه بالأمر قال لهما : دعا لى عقيلا ، وخذا من تريدان ، وعندها اختار محمد عليا ، و اختار العباس جعفرا ، ومضى كل بمن اختاره إلى بيته .


وكان أبوطالب قد علم ابن أخيه أمور التجارة ، حتى إنه فى إحدى المرات حين كان يعيش معه فى داره ، وأراد الخروج إلى الشام تاجرا تعلق به يريد مرافقته ، فرق له أبوطالب و أقسم ليخرجن به معه ، و بر بقسمه يومئذ ، وحمله معه فى تلك الرحلة ، ثم أخبره أن سيدة قريش خديجة بنت خويلد ترسل أناسا فى تجارة لها ، وطلب منه أن يعرض نفسه عليها ، ولما جربته وشهدت أمانته وصدقه ، وما جاءها به من ربح وفير خطبته لنفسها ، ثم كان الزواج السعيد .


وكانت خديجة فى الأربعين حين بنى بها وتكبره بخمس عشرة سنة ، ولكن الوفاق والسعادة والحب والوفاء بلغا منهما الغاية والكمال .


و فى الأربعين ، نزل جبريل عليه السلام ، يحمل إليه من ربه رسالة الإسلام ، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ، فكانت خديجة رضى الله عنها أول المصدقات لزوجها و أول المسلمات ، وكان ربيبه على بن أبى طالب رضى الله عنه أول من أسلم من الغلمان ، و أبو بكر الصديق أول المسلمين من الرجال .





ولما دعا رسول الله قومه إلى الإسلام ناصبوه العداوة و البغضاء ، وكان عمه أبو لهب و امرأته أم جميل أشد المعارضين له والساعين فى إيذائه ، وبلغ كفار قريش المدى فى عدائهم حين ألجأوا رسول الله و أهله وصحبه مع بعض المشركين ومنهم عمه أبو طال إلى شعب أبى طالب ، وفرضوا عليهم حصارا ظالما غاشما فمنعوهم الطعام والشراب والنكاح منهم و إليهم ، واستمر الحصار ثلاثة أعوام خرج الناس منه منهكين مهدودين .



ولم تكن سن أبى طالب تحتمل ثلاث سنوات من الحصار والتجويع ، فخرج من الشعب مثقلا بالمرض من دون أن تتوافر لديه إمكانية مقاومته ، ولم ينجح رسول الله فى سماع كلمة الإيمان منه ، فمات مقيما على شركه ، وكان ذلك مبعث حزن رسول الله وامرأته أم طالب و أولاده لأنهم شهدوا ما بذله فى نصرة ابن أخيه ودفع أذى قريش عنه ، ونزل قول الله تعالى : ( إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) " سورة القصص:56"





وعكفت فاطمة بنت أسد على تربية أولادها ، وتسليحهم بتعاليم الإسلام ، وتحليتهم بأخلاقه ، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لينسى جميلها ، وكبير فضلها ورعايتها له خلال كفالة عمه له بعد وفاة جده فكان يزورها فى بيتها ويقيل عندها . وقد أشار إلى ذلك صاحب الطبقات الكبرى ابن سعد فى كتابه : ووصفها بأنها امرأة صالحة رضى الله عنها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها بين الحين و الآخر ببعض الهدايا ، فقد أخرج صاحب الإصابة عن على ابن أبى طالب قال : أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة استبرق ، فقال : اجعلها خمرا بين الفواطم ، فشققتها أربعة أخمرة ، خمارا لفاطمة بنت رسول الله ، وخمارا لفاطمة بنت أسد ، وخمارا لفاطمة بنت حمزة ، ولم يذكر الرابعة ، وقال ابن حجر : ولعلها _ أى الرابعة _ امرأة عقيل بن أبى طالب ، واسمها فاطمة بنت شيبة .



ومما شق على فاطمة بنت أسد طول فترة غياب ابنها جعفر بن أبى طالب عنها لوجوده فى مهاجره بالحبشة وقد فاض بها الشوق إليه وإلى امرأته أسماء بنت عميس و أطفالها الثلاثة الذين أنجبتهم له فى الحبشة .


ولكن ابنها على بن أبى طالب استطاع إدخال الفرحة إلى نفسها حين أخبرها بخطبته لفاطمة الزهراء ابنه رسول الله .


ولم تكن هناك حماة أسعد من فاطمة بنت أسد حيث أصبحت كنتها سيدة نساء العالمين ، وكان على رضى الله عنه ، بارا بأمه ، محبا لها حريصا على مرضاتها كما أن حبه لبنت حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس محل شك أو ارتياب ، وحتى لا ينشب خلاف صغر أو كبر بين الحماة وكنتها ، قال على لأمه : اكفى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب فى الحاجة ، وتكفيك خدمة الداخل الطحن والعجن . وهكذا عاشتا فى وفاق ووئام ، حتى فرق بينهما سهم الجمام ، وكان من يمن فاطمة بنت أسد أن لبت نداء ربها ورسول الله صلى الله عليه وسلم على قيد الحياة ، فحين أخبر بوفاتها قال لأصحابه : " قوموا إلى أمى " ، فلما انتهوا إلى الباب نزع رسول الله قميصه ، فقال " إذا غسلتموها فأشعروها إياه تحت أكفانها " . وروى عن ابن عباس _ رضى الله عنهما _ أنه قال : لما ماتت فاطمة بنت أسد أم على _ رضى الله عنها - ألبسها النبى صلى الله عليه وسلم قميصه ، واضطجع معها فى قبرها ، وجزاها خيرا ، فقالوا : يا رسول الله ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " إنه لم يكن بعد أبى طالب أبر بى منها ، إنما ألبستها قميصى لتكسى من حلل الجنة ، واضطجعت فى قبرها ليهون عليها عذاب القبر " .


فهل كان فى البرية أحد أعظم برا من رسول الله ؟







انتظرونى إن شاء الله مع سلسلة الزوجات


والسيدة خديجة بنت خويلد


تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما يلي :


1- خديجة بنت خويلد رَضِيَ اللَّهُ عَنْها :


وهي أول أزواجه عليه الصلاة والسلام ، وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة ، ولم يتزوج عليها حتى ماتت ، وأولاده كلهم منها إلا إبراهيم .


عقد البخاري رحمه الله باباً في صحيحه فقال : بَاب تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ وَفَضْلِهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، وروى فيه حديثا عن عائشة رضي الله قَالَتْ : ( مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ ، هَلَكَتْ ( أي : ماتت ) قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا ) رواه البخاري ( 3815 ) .



2- سودة بنت زمعة بن قيس :


تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر من النبوة ، طبقات ابن سعد من طريق الواقدي 8/52-53 ، وابن كثير في البداية والنهاية 3/149 .


3- عائشة بنت أبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما :


عقد عليها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال من السنة العاشرة من النبوة . ابن سعد 8/58-59 . قالت هي نفسها : ( تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ ، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين ) . رواه البخاري ( 3894 ) ومسلم ( 1422 ) . وروى البخاري ( 5077 ) أيضا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا .


4- حفصة بنت عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما :


عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ ( أي : مات زوجها خنيس ) وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ ، قَالَ عُمَرُ : فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ ، فَقُلْتُ إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ ، قَالَ : سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ، فَقَالَ : قَدْ بَدَا لِي أَنْ لا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا . قَالَ عُمَرُ : فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ ، فَقُلْتُ : إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ ، فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا ، فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَوْجَدَ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ إِلا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ذَكَرَهَا ، فَلَمْ أَكُنْ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَوْ تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا . رواه البخاري ( 4005 ) .


5- زينب بنت خزيمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها :


تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان على رأس واحد وثلاثين شهرا من الهجرة . طبقات ابن سعد 8/115 .



6- أم سلمة بنت أبي أمية رَضِيَ اللَّهُ عَنْها :


روى مسلم (918) عن أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا قالت : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي ، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا ، إِلا أَجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ ، وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا ) . قَالَتْ : فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي خَيْرًا مِنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وفي رواية : ( فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ : مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟! ثُمَّ عَزَمَ اللَّهُ لِي فَقُلْتُهَا ، قَالَتْ : فَتَزَوَّجْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .


7-جويرة بنت الحارث رضي الله عنها :


وقعت أسيرة في أيدي المسلمين في غزوة بني المصطلق ، وجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه أن يعينها في مكاتبتها لعتق رقبتها ، فعرض عليها قضاء كتابتها وزواجه بها فقبلت . فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وجعل عتقها صداقها . فلما علم الناس بذلك أعتقوا مَنْ بأيديهم من السبي ( الأسرى ) إكراما لأصهار الرسول صلى الله عليه وسلم . فما كانت امرأة أعظم على قومها بركة منها . رواه ابن إسحاق بإسناد حسن ، سيرة ابن هشام 3/408-409 .


8- زينب بنت جحش رَضِيَ اللَّهُ عَنْها .


وفيها نزل قول الله تعالى : ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ) الأحزاب/37 .


وبهذا كانت تفتخر على نساء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وتقول : ( زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ ) رواه البخاري (7420) .



9- أم حبيبة بنت أبي سفيان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما :


روى أبو داود ( 2107 ) عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ ، فَمَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ ، فَزَوَّجَهَا النَّجَاشِيُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمْهَرَهَا عَنْهُ أَرْبَعَةَ آلافٍ ، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ . صححه الألباني .


10- ميمونة بنت الحارث رَضِيَ اللَّهُ عَنْها :


عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ . رواه البخاري (1837) ومسلم (1410) .


وقوله : (وهو محرم) وهم ، والصواب أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوجها بعد أن تحلل من عمرة القضاء .


انظر : "زاد العاد" (1/113) ، "فتح الباري" حديث رقم (5114) .



11- صفية بنت حيي بن أخطب رَضِيَ اللَّهُ عَنْها :


أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها بعد غزوة خيبر . رواه البخاري (371) .


فهؤلاء أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي دخل بهن ، وتوفيت منهن اثنتان في حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهما : خديجة ، وزينب بنت خزيمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما ، وتوفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن التسع البواقي من غير خلاف بين أهل العلم .


وانظر : "زاد المعاد" (1/105-114) .


وقيل : ومن أزواجه ريحانة بنت عمرو النضرية ، وقيل : القرظية ، سبيت يوم غزوة بني قريظة ، فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فأعتقها وتزوجها ، ثم طلقها تطليقة ثم راجعها . طبقات ابن سعد عن الواقدي 8/130 .


وقيل : بل كانت أمَتَه ، وكان يطؤها بملك اليمين . ورجحه ابن القيم في "زاد المعاد" .



يُتبع إن شاء الله :بداية السلسلة


بالزوجة الأولى : السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد رضي الله عنها







الزوجة الأولى: السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها





كانت خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها من المحسنات اللواتي ظهرتْ نجابتُهنّ منذ عهدٍ بعيد، فهي شريفة قريش، "وأم المؤمنين وزوج النبي صلى الله عليه وسلم،
وهي أول امرأة تزوجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين لم يتقدمها رجل ولا امرأة" (أسد الغابة، ج1 ، ص1337 بتصرف)،
وقد لُقِّبت في الجاهلية بـ ( الطاهرة )، وعُرفت بالسيرة الكريمة، فكان أن اختارتها العنايةُ الربّانيّة لتكون زوجةً بارَّةً مخلصة لخاتم الأنبياء والمرسلين، محمّدٍ صلّى الله عليه وسلم.

والسيدة خديجة رضي الله عنها هي خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي من الذؤابة، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب، ولدت بمكة (68ق.هـ/ 3ق.هـ)،
وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسباً، وحسباً، وشرفاً، وقد نشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة، يلتقي نسبها بنسب النبي صلى الله عليه وسلَّم في الجد الخامس، فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي.

حالها في الجاهلية:

في الجاهلية وقبل لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت خديجة رضي الله عنها امرأة ذات مال وتجارة رابحة، فكانت تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثهم بها إلى الشام، ومرت الأيام ووصل إلى مسامعها ذكر "محمد بن عبد الله" كريم الأخلاق، الصادق الأمين، وكان قل أن تسمع في الجاهلية بمثل هذه الصفات، فأرسلت إليه وعرضت عليه الخروج في مالها تاجرا إلى الشام وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار.

وحينها قبل ذلك منها صلى الله عليه وسلم، وخرج في مالها ومعه غلامها ميسرة حتى قدم الشام، ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد، ولما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به، فربح المال ضعف ما كان يربح أو أكثر.

وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وصفاته المتميزة التي وجدها فيه أثناء الرحلة، فرغبت في الزواج منه، وتحكي السيدة نفيسة بنت منية قصة هذا الزواج فتقول:

"كانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي امرأة حازمة جلدة شريفة أوسط قريش نسبا وأكثرهم مالا، وكل قومها كان حريصا على نكاحها لو قدر على ذلك قد طلبوها وبذلوا لها الأموال، فأرسلتني دسيسا إلى محمد بعد أن رجع من الشام فقلت: يا محمد، ما يمنعك أن تزوج؟

فقال: ما بيدي ما أتزوج به.

قلت: فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟

قال: فمن هي؟

قلت: خديجة.

قال: وكيف بذلك؟

قلت: عليّ.

قال: وأنا أفعل.

فذهبت فأخبرتها، فأرسلت إليه أن ائت لساعة كذا وكذا، وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها، - وقيل إن الذي أنكحه إياها أبوها خويلد - فحضر ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمومته، فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنه وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة. (انظر: صفة الصفوة، ج1، ص74 ، أسد الغابة، ج1 ، ص1337).


وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الوحي، وعاشت معه خمساً وعشرين سنة، رُبع قرن، فقد بدأ معها في الخامسة والعشرين من عمره، وكانت هي في الأربعين، وظلا معا إلى أن توفاها الله وهي في الخامسة والستين،
وكان عمره صلى الله عليه وسلم في الخمسين، وهي أطول فترة أمضاها النبي مع هذه الزوجة الطاهرة من بين زوجاته جميعا، وهي وإن كانت في سن أمه صلى الله عليه وسلم، فقد كانت أقرب الزوجات إليه، فلم يتزوج عليها غيرها طيلة حياتها،
وكانت أم ولده الذكور والإناث إلا إبراهيم عليه السلام، فإنه من مارية القبطية، فكان له منها صلى الله عليه وسلم: القاسم وبه كان يُكنّى، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.

(مراجع أخرى: المعجم الكبير ج 22 ص 444 / المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 200 / سنن البيهقي الكبرى ج 7 ص 70 / الآحاد والمثاني ج 5 ص 380).
إسلامها
كانت خديجة رضي الله عنها قد ألقى الله في قلبها صفاء الروح ونور الإيمان والاستعداد لتقبل الحق، فحين نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء (اقرأباسم ربك الذي خلق) رجع ترجف بوادره وضلوعه حتى دخل على خديجة فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع.

وهنا قال لخديجة: "أي خديجة، ما لي لقد خشيت على نفسي"، وأخبرها الخبر، فردت عليه خديجة بما يطيب من خاطره ويهدأ من روعه فقالت:

"كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".

ثم انطلقت به رضي الله عنها حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي.

فقالت خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك.

قال ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى.

فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا ذكر حرفا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو مخرجي هم؟".

قال ورقة: نعم، لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا. (الحديث في صحيح البخاري، ج4، ص1894).


ثم أرادت رضي الله عنها أن تتيقن وتتثبت مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فرغم أنها تعلم أنه حق، وقالت له: كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا.. إلا أنها أرادت اليقين كما قال إبراهيم لربه عز وجل: (بلى ولكن ليطمئن قلبي)، قال ابن إسحاق: وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير: أنه حدث عن خديجة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا ابن عم، هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك الذي يأتيك إذا جاءك؟ قال: نعم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها إذ جاءه جبريل،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل قد جاءني، فقالت: أتراه الآن؟ قال: نعم، قالت: اجلس على شقي الأيسر، فجلس فقالت: هل تراه الآن؟
قال: نعم، قالت: فاجلس على شقي الأيمن، فجلس فقالت: هل تراه الآن؟ قال: نعم، قالت: فتحول فاجلس في حجري،
فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فقالت: هل تراه؟ قال: نعم، قال: فتحسرت وألقت خمارها فقالت: هل تراه؟ قال: لا،
قالت: ما هذا شيطان، إن هذا لملك يا ابن عم، اثبت وأبشر، ثم آمنت به وشهدت أن الذي جاء به الحق. (عيون الأثر، ج1، ص165، سيرة ابن هشام، ج2، ص74، تاريخ الإسلام، ج1، ص31، سيرة ابن اسحاق، ج1، ص113، تاريخ الطبري، ج1، ص533، أسد الغابة، ج1 ، ص1339).


وعن ابن إسحاق أيضا قال: وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرج الله عنه بها، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس رضي الله عنها. (البداية والنهاية، ج3، ص23، سيرة ابن هشام، ج2، ص77 ، أسد الغابة، ج1 ، ص1339).


وعن أول إسلامها يحكي يحيى بن عفيف عن عفيف فيقول:
جئت في الجاهلية إلى مكة، فنزلت على العباس بن عبد المطلب فلما ارتفعت الشمس وحلقت في السماء وأنا أنظر إلى الكعبة أقبل شاب فرمى ببصره إلى السماء ثم استقبل القبلة فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه، فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفها، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة، فخر الشاب ساجدا فسجد معه.

فقلت: يا عباس، أمر عظيم! فقال لي: أتدري من هذا الشاب؟ فقلت: لا، فقال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، هذا بن أخي، وقال: تدري من هذا الغلام؟
فقلت: لا، قال: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، هذا بن أخي، هل تدري من هذه المرأة التي خلفهما؟ قلت: لا،
قال: هذه خديجة ابنة خويلد زوجة بن أخي، هذا حدثني أن ربك رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على ظهر الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. (سنن النسائي الكبرى، ج5، ص106، والرواية أيضا في مسند أبي يعلى، والمعجم الكبير


خديجة..العفيفة الطاهرة..

كان أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة رضي الله عنها الشخصية صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما في بيئة لا تعرف حراما ولا حلالا.. في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كان البغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن.. في بيئة جاهلية ويكفي ما تحويه هذه الصفة وما تعبر عنه...

وفي ذات هذه البيئة ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف ولقبت بـ"الطاهرة"، كما لقب صلى الله عليه وسلم أيضا في ذات البيئة بـ"الصادق الأمين" ولو كان لهذه الألقاب سمع أو انتشار في هذا المجتمع آنذاك لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر.


خديجة.. الحكيمة العاقلة..

وتلك هي السمة الثانية أو الملمح الآخر الذي تميز به شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة رضي اله عنها وصفتها بـ "الحزم والعقل"، كيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت به صلى الله عليه وسلم في أمور تجارتها، وكانت قد عرفت عنه الصدق والأمانة.

ثم كان ما جاء في أبلغ صور الحكمة وذلك حينما فكرت في الزواج منه صلى الله عليه وسلم، بل وحينما عرضت الزواج عليه في صورة تحفظ ماء الوجه؛ حيث أرسلت السيدة نفيسة بنت منية دسيسا عليه بعد أن رجع من الشام، ليظهر وكأنه هو الذي أرادها وطلب منها أن يتزوجها.

وكونها رضي الله عنها من أوسط قريش نسبا، وأكثرهم مالا، وكان كل قومها حريصا على الزواج منها، وكان منهم من قد طلبها وبذل لها الأموال.. ثم هي ترفض كل ذلك، وليس هذا فقط بل ترغب في الزواج وممن؟ من محمد، ذلك الفقير.. المسكين.. اليتيم.. المعدم!! وهذا في حد ذاته عين الحكمة.

فلم تكن خديجة رضي الله عنها مراهقة حتى يقال أنها شغفت به، بل كانت آنذاك في الأربعين من عمرها، وهو مبلغ العقل والحكمة في الرجال والنساء، ولم تكن خديجة رضي الله عنها تعرفه منذ زمن بعيد حتى يقال أنها ألفته أو كانت تعرفه عن قرب، فإن بعثة تجارة الشام الوحيدة وحكاية ميسرة عنه هي التي عرفتها به.

ثم هي وبعد الزواج نرى منها كمال الحكمة وكمال رجاحة العقل، فها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قل أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسر الأمر بخزعبلات أو أوهام، بل استنتجت بعقليتها الفذة وحكمتها التي ناطحت السحاب يوم ذاك أن الله لن يخزيه، لماذا ياخديجة؟ وكيف استنتجتي ذلك..؟ فكان الجواب:

إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضعيف، وتعين على نوائب الحق.. إذ إن من وفقه الله لمثل ذلك وتخلق بمثل هذه الأخلاق - في رأيها - فلن يخزيه الله أبدًا ثم أخذته إلى ورقة بن نوفل ليدركا الأمر، وهذه طريقة عقلانية منطقية بدأت بالمقدمات وانتهت بالنتائج المترتبة على هذه المقدمات، فيالها من عاقلة، ويالها من حكيمة!!

فضائلها رضي الله عنها
خير نساء الجنة:

لا شك أن امرأة بمثل هذه الصفات لا بد وأن يكون لها من الأفضال الكثير والكثير، والذي يعد في بعض الأحيان كنوع من رد الاعتبار لشخصها رضي الله عنها، فها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يعلن في أكثر من مناسبة بأنها خير نساء الجنة، فيروي علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة". (صحيح البخاري، ج 3، ص 1388).

وفي رواية اخرى مفصلة: عن بن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض خطوطا أربعة، قال: "أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون". (صحيح ابن حبان، ج15، ص 470).

بل وجاء أيضا أنها رضي الله عنها من أفضل نساء العالمين، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون". (صحيح ابن حبان، ج 15، ص 464).


ومن فوق سبع سموات.. يقرؤها ربها السلام:

ليس هذا فحسب، بل يقرؤها المولى عز وجل السلام من فوق سبع سماوات، ويبشرها ببيت من قصب في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب". (صحيح البخاري، ج3 ، ص 1389).


ويعلنها الرسول صراحة لزوجاته من بعدها.. إني قد رزقت حبها:

فكان حقا لهذه الطاهرة هذا الفضل وتلك المكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمو على كل العلاقات، وتظل غرة في جبين التاريخ عامة وتاريخ العلاقات الأسرية خاصة؛ إذ لم يتنكَّر صلى الله عليه وسلم لهذه المرأة التي عاشت معه حلو الحياة ومرها، بل ويعلنها على الملأ وبعد وفاتها وفاء لها وردا لاعتبارها: "إني قد رزقت حبها".

فلم يفع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.hikam.ahlamontada.com
الحكيم
عضو نشيط
عضو نشيط



الهوايات : السباحة
المهن : مبرمج
المزاج : حالة حب
مصر
عدد المساهمات : 196
نقاط : 386

نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم   نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 03, 2009 2:30 pm

مشكورة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلمات سطرها الرسول صلى الله عليه و سلم
» شبهة الرسول صلى اللله عليه وسلم يسب و يلعن
» لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
» اخر وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم
» وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جزائر الأحبة :: المنتدى الاسلامي :: المراة المسلمة-
انتقل الى: