أمينة الحنان عضو ملكي
الهوايات : المهن : المزاج : عدد المساهمات : 704 نقاط : 1043
| موضوع: مدن اسلامية عبر التاريخ دليل حضارات عريقة (استانبول) الإثنين مارس 22, 2010 2:08 pm | |
| استانبــول
مدينة من أعظم مدن تركيا الحالية ويقارب عدد سكانها اليوم أربعة ملايين نسمة وتعتبر من
أكبر الثغور البحرية وموقعها استراتيجي للغاية حيث أنها همزة الوصل بين قارتي آسيا وأوروبا
؛ وكانت استانبول قديماً مدينة صغيرة تسمى ( بيزنطة ) ثم استولى عليها الأمير الروماني
قسطنطين الأول طمعاً في موقعها الجغرافي الممتاز وأعلنها عاصمة له عام 330م ثم عرفت
بعد ذلك باسم القسطنطينية نسبة إلى هذا الإمبراطور؛ وأقام قسطنطين حولها سوراً عظيماً
حصيناً وظلت القسطنطينية 1100عاماً عاصمة للإمبراطورية الرومانية ؛ وفى العصور الأولى
للإسلام كانت هناك محاولات عديدة لفتح هذه المدينة ؛ وهذا الاهتمام من المسلمين بهذه
المدينة رغبة منهم في تحقيق بشارة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال { لتفتحن القسطنطينية
؛ فلنعم الأمير أميرها ؛ ولنعم الجيش ذلك الجيش } ( رواه أحمد) ؛ وكانت أول محاولة لذلك
حصار القسطنطينية عام ( 34هـ/ 654م ) في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله
عنه حيث أرسل معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنه على رأس جيش كبير لحصارها وفتحها
غير أنه عاد دون أن يتمكن من ذلك بسبب الأسوار المنيعة التي كانت حول القسطنطينية ؛ ثم
تلتها محاولات أخرى عديدة كان أهمها محاولتين إحداهما كانت في عهد معاوية بن أبى سفيان
رضي الله عنه والتي توفى فيها الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه والذي دٌفن
عند أسوار القسطنطينية ؛ أما المحاولة الأخرى المهمة فكانت في عهد سليمان بن عبد الملك
حيث سير جيشاً مكوناً من مائة وعشرين ألف مقاتل وما يقرب من مائة قطعة بحرية تجاه
القسطنطينية لحصارها ؛ وقد لاقى ذلك الجيش الكثير من العنت والمشقة بسبب البرد فحال ذلك
دون فتحها ؛ ثم توفى الخليفة سليمان بن عبد الملك وتولى الخلافة عمر بن عبد العزيز رحمه
الله فأمر بعودة الجند خوفاً عليهم من الهلاك ؛ وظلت القسطنطينية ممتنعة على الفاتحين حتى
قامت الدولة العثمانية فحاول العثمانيون فتحها فكانت هناك محاولات عديدة من السلاطين
العثمانيين كان أولها تلك المحاولة التي كانت على عهد السلطان بايزيد الأول ؛ ولكن حال دون
نجاحها هجوم للصليبيين على الدولة العثمانية واستغلالهم لتلك الفرصة وكانت مواجهة الخطر
المغولي الذي كان يتقدم لمهاجمة الدولة العثمانية من جهة الشرق ؛ وفى عهد السلطان محمد
الثاني بن مراد الثاني حاول العثمانيون فتح القسطنطينية بجيش مكون من 265 ألف مقاتل
تصحبهم المدفعية الثقيلة ؛ وكان في مقدمة الجيش الشيوخ والعلماء وكبار رجال الدولة
متوجهين إلى القسطنطينية يتقدم الجميع السلطان محمد الثاني ؛ وتحت وابل من النيران
والسهام اقتحم الجنود وعلى بركة الله أسوار المدينة وتدفقت جموعهم إليها كالسيل الجارف
ودخلها السلطان محمد الثاني فاتحاً في يوم الثلاثاء (20 من جمادى الأولى عام 857هـ/29
من مايو 1453م ) وبعدها لقب السلطان من يومها بالفاتح حتى غلب اللقب على اسمه فصار
لا يٌعرف إلا به ؛ ولما دخل المدينة ترجل عن فرسه ؛ وسجد شكراً لله ؛ ثم توجه إلى كنيسة "
آيا صوفيا " وأمر بتحويلها إلى مسجد ؛ ومنذ ذلك التاريخ أصبحت القسطنطينية عاصمة للدولة
العثمانية ومقراً للخلافة ؛ وأطلق عليها السلطان اسم ( إسلام بول ) أي دار الإسلام ؛ ثم
حٌرفت إلى استانبول ؛ وأظهر السلطان محمد الفاتح تسامحاً عالياً في معاملته لسكان المدينة ؛
وأعطى النصارى حريتهم وأمر بعودة اليونانيين الذين غادروا المدينة أثناء الحصار ؛ واستمر
الاهتمام باستانبول التي سرعان ما أصبحت العاصمة الجديدة والمركز الحضاري والفكري
الأول في العالم الإسلامي وذلك بفضل تسابق السلاطين العثمانين على تعميرها ؛ وجلب أمهر
الصناع والفنيين إليها من مختلف أنحاء البلاد ؛ وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب
العالمية الأولى قام الحلفاء باحتلال استانبول في الفترة من عام ( 1337هـ/1913م) إلى عام
(1341هـ/1922م ) ثم قام أتاتورك بنقل العاصمة من استانبول إلى أنقره بعد أن ظلت
استانبول عاصمة الخلافة العثمانية خمسة قرون من الزمان . | |
|