أمينة الحنان عضو ملكي
الهوايات : المهن : المزاج : عدد المساهمات : 704 نقاط : 1043
| موضوع: مدن اسلامية عبر التاريخ دليل حضارات عريقة (قرطبة ) الإثنين مارس 22, 2010 1:59 pm | |
| قــٌــــــــرطٌبة
مدينة قرطبة مدينة أندلسية تقع في الغرب الأسباني ؛ وتمتد على الضفة اليمنى لنهر الوادي
الكبير وهى مدينة إِيبيرية قديمة البناء كان اسمها { إِيبيرى بحت } وترجم باللغة العربية إلى
قرطبة ؛ ولقد تأسست قرطبة في العصر الروماني عام ( 152ق.م ) على نهر الوادي الكبير
وذاعت شهرتها منذ الصراع بين قرطا جنة وروما ؛ واستولى عليها لوثيو الروماني فاتخذها
الرومان عاصمة لأسبانيا السفلى عام ( 169 ق. م ) ومن هذا التاريخ دخلت قرطبة في سلك
الإمبراطورية الرومانية ؛ وفى القرن الأول الميلادي استطاع قائد الإمبراطور يوليوس قيصر
أن يستولى عليها عام ( 45 م ) بعد موقعة { مندا } وبعد فترة أصبحت قرطبة واحدة من أربعة
مراكز قضائية في أسبانيا الجنوبية بجانب قادس وإشبيلية وإستجة ؛ وعندما غزا الفندال
والسواف شبه جزيرة إيبيريا عام ( 409 م ) ظلت قرطبة خاضعة للبيزنطيين حتى نجح ملك
القوط الغربيين في الاستيلاء عليها عام ( 568 م ) ؛ ثم دخل الإسلام قرطبة عام ( 93هـ /
711م ) بقيادة طارق بن زياد الذي كان يقود جيوش المسلمين لفتح الأندلس وكان فتح قرطبة
ميسوراً حيث أرسل طارق بن زياد قائده مغيث الرومي إلى قرطبة في سبعمائة فارس ؛ فأقبلوا
نحو المدينة ليلاً ونجحوا في دخول أسوار المدينة وفتح أبوابها لجيوش المسلمين ففتحت قرطبة
وأصبحت حاضرة أسبانيا الإسلامية ؛ واستقر ولاة الأندلس بها قرابة ثلاثة قرون حتى سقطت
الخلافة في الأندلس ؛ وكان السمح بن مالك الخولانى هو الذي عمرها ورفعها إلى مصاف
الحواضر الكبرى ؛ ثم جعل عبد الرحمن الداخل من قرطبة مركزاً للعلم والثقافة والفنون
والآداب في أوروبا كلها وقام بدعوة الفقهاء والعلماء والفلاسفة والشعراء إليها ؛ وقد وصلت
قرطبة في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر وابنه الحاكم من بعده مستوى من الرخاء والثراء
لم تبلغه من قبل فنافست آنذاك بغداد عاصمة العباسين والقسطنطينية عاصمة البيزنطيين
والقاهرة عاصمة الفاطميين ووصل سفراء البلاط القرطبى بلاد بعيدة جداً كالهند والصين
وتقاطر عليها مبعوثون ومندوبون عن أباطرة البيزنطيين وألمانيا وملوك كل من فرنسا وإيطاليا
والمماليك الأخرى في أوروبا وشمال أسبانيا وزعماء البربر ورؤساء القبائل الأفريقية ؛ وظلت
قرطبة تنعم بهذا التفوق على سائر مدن أسبانيا زمناً إلى أن سقطت الخلافة الأموية عام ( 404
هـ / 1013م ) ؛ وكانت جامعة قرطبة التي أسسها عبد الرحمن الثالث بجوار الجامع الكبير من
أشهر المؤسسات الثقافية في العالم المتحضر ولقد وصلت الحركة العلمية في قرطبة ذروتها
في زمن الحكم المستنصر الذي كان ملماً بكثير من فروع العلم والمعرفة حتى لقب بالخليفة
العالم ؛ واشتهر في قرطبة كثير من العلماء المسلمين في شتى مجالات المعرفة مثل ابن حزم
والقرطبى وابن رشد والزهراوى وابن وافد وابن جلجل والغافقى والإدريسى والعباس بن
فرناس وغيرهم .
| |
|