أمينة الحنان عضو ملكي
الهوايات : المهن : المزاج : عدد المساهمات : 704 نقاط : 1043
| موضوع: لا تنقلي كل شيء تسمعيه ؟ لماذا؟ الجمعة مارس 05, 2010 2:54 pm | |
| في عصرنا, عصر التقنية و الثورة الرقمية, أصبحتْ وسائل نقل الأخبار و المعلومات كثيرة و منوعة, تنهال علينا من كلِ مكان (رسائل الجوال و البريد الالكتروني ومواقع الإنترنت, و القنوات الفضائية و الراديو و المجلات و الجرائد و الكتب و غيرها...), و نسمع الكثير الكثير من الأخبار لكن لو دققنا قليلا لوجدنا أن الكثير منها مجهول المصدر أو منسوب لأشخاص بأسماء مستعارة كما هو ملاحظ في مواقع الإنترنت و البريد الإلكتروني و رسائل الجوال ... و كثيراً ما تنطوي على أخبار غريبة و مبالغ فيها أو مشكوك في صحتها, لا يصدقها العقل و لا يقرّها المنطق ..... في الحقيقة قد ضاعت مصداقية الأخبار اليوم و أصبح في إمكان الفتى الصغير إدخال أي معلومة على الشبكة العنكبوتية و نقلها إلى ملايين من الناس ليقرؤوها و هو جالس على شاشة الكمبيوتر في غرفته... و هذا أمر سيىء, و الأسوء أننا نسهم في نشر المعلومات و خاصة الغريب منها بضغطة زر منّا لننقلها إلى جميع من في قائمتنا البريدية دون أن نقف لنتأمل في مدى مصداقية ما أرسلناه . تأكدي أن هناك الكثير من الجهات والشركات و المستثمرين و الأشخاص الذين لهم مصالح خفية من وراء نشر أخبار كاذبة أو شائعات مغرضة و نحن بجهلنا نحقق مصالحهم . و قد سمعت عن والدي د. بكار حفظه الله عبارة جميلة رسخت في عقلي تقول: أنتم تسمعون و تحفظون الكثير, لكننا لا نريد لعقولكم أن تتحول من عقول)فارغة) من المعلومات إلى عقول( ممتلئة) وإنما نريد عقولأً (منفتحة) تمارس الملاحظة والتحليل والنقد وتكشف العلاقات و الارتباطات بين الأشياء. و هذا ما أريده منكِ بالضبط أن تفكري في مدى صواب ما تقرئين و تسمعين و أن تستخدمي التفكير المثمر في فهمه و تحليله, و هذا ما لا نمارسه إلا قليلاً جداً .. المهم أن لا نسارع إلى تصديقِ كل ما نقرؤه أو نسمعهُ قال ـ تعالى (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )و أن لا ننقله أيضا قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم: (كفى بالمرء كذبا أن يحدِّث بكل ما سمع) ) تذكري دائماً أنه كلما كثر الرواة و الناقلون للخبرـ و خاصة بيننا نحن النساء ـ كثُرت فيهِ الزيادات و التأويل و الخلط بين الحقيقة و زيادة الناقل حسب فهمهِ و مزاجهِ و هواه, و هذا كثير في مجالسنا فلا تتعاملي مع ما تسمعين على أنهُ دقيق و حرفي, و خاصة في الأخبار الغريبة ِو الأمور غير المألوفة حيث يجب أنْ نتوقف عندها و ندقق فيها, و لا ننقلها إلا إذا تأكدنا من صحتها. من المهم أن نتعلم الدقة في نقل الأخبار دون زيادةٍ أو نقصانِ مع الوعي بمضامينها و ذلك, حتى نبني عقولاً منفتحة و ناضجة . | |
|