أمينة الحنان عضو ملكي
الهوايات : المهن : المزاج : عدد المساهمات : 704 نقاط : 1043
| موضوع: لن تعود كما كانت الإثنين يناير 25, 2010 11:56 am | |
| لن تعود كما كانت خالد طفل في العاشرة من عمره يحب اللعب والمرح كباقي أقرانه، ويحب أن يكون لديه أصدقاء كثر .. لكن كانت تواجه خالد مشكلة مع الجميع حتى مع أهله وكانت هذه المشكلة هي التي تسبب له فراقه عن أصدقائه وابتعادهم عنه. فخالد لا يتحكم بغضبه فيقول كلاما يندم عليه دائما مما يفقده صحبة من يحب. وفي مساء يوم كئيب عاد خالد إلى البيت حزينا فسأله والده: خالد ماذا بك؟ فانفجر خالد غاضبا: كلهم لا يرغبون باللعب معي كلهم يغضبونني ويضايقونني فلا يتحملون مني شيء. فقال والده: يا خالد هل تريد ألا يتركك أصدقاؤك وأن يحبوك ويبهجوا بوجودك. قال خالد : نعم بالتأكيد أرغب بهذا. فأعطاه والده كيسا مليئا بالمسامير وقال له: يا بني اطرق مسمارا واحدا في سور الحديقة في كل مرة تختلف فيها مع أحد. قال خالد: مسامير..!!! وما دخل المسامير؟ قال والده: نعم افعل ما أقوله وسترى النتيجة. فأخذ خالد الكيس وهو عازم على تنفيذ وصية والده. وفي اليوم الأول... كان خالد قد اعتاد اللعب في الملعب مع أصدقائه لعبته المفضلة ألا وهي كرة القدم، وفي نهاية المباراة أخفق أحد اللاعبين في تصويب الهدف فغضب خالد جدا "فهو قائد الفريق" فخرجت منه تلك الكلمات الجارحة فبدأ العراك والخصام حتى هاج عليه المشاهدين.. ولما عاد للبيت..كئيبا حزينا متسخا.. تذكر وصية والده ووعده له بطرق المسامير فكان أن قام خالد بطرق 27 مسمارا في سور الحديقة.. توجه خالد إلى غرفته لينطرح على سريره منهكا ممددا وهو يقول لنفسه: مستحيل لا أستطيع الاستمرار هكذا كي فلي أن أطرق عن كل شخص مسمارا في السور كم انا مجهد لا أستطيع ونام على تلك الكلمات.. وفي صباح يوم مشرق جميل.. استيقظ خالد ليجهز نفسه ليوم مدرسي جديد .. خارج من باب المنزل فالتفت إلى السور فعادت إليه ذكريات تلك الليلة وكيف كانت ليلته وتعبه وإنهاكه من طرق المسامير بعد يوم شاق ومجهد.. فقال خالد لنفسه: لا ينبغي للي أن أبقى هكذا وأن أستسلم. لا بد أن أغير طريقة معاملتي للآخرين وإلا سأبقى أطرق المسامير طوال حياتي.. لكن كيف ؟ ماذا أفعل لأغير من طبعي؟ سؤال بات يؤرق خالد ليلا ونهارا في المدرسة، البيت، الملعب ....... في كل مكان وباتت تخطر بباله أفكار وأفكار يجربها واحدة تلو الأخرى منها ما يصيب ومنها ما يخيب لكن خالد كان ذا عزيمة قوية وقد تحدى نفسه فكان ذا إرادة قوية.. ومر الأسبوع الأول
كان عدد المسامير التي يطرقها خالد تقل وتقل وتقل .. أكتشف خالد أنه تعلم كيف يتحكم في نفسه رويدا رويدا أسهل من الطرق في سور الحديقة ..
ومرت الأسابيع..
وأتى ذالك اليوم الذي لم يطرق فيه خالد ولا مسمارا واحدا في السور لم يتمالك خالد نفسه وهو ينظر إلى السور ويتمعن فيه وهو يقول في نفسه لم أضايق أحادا اليوم لم أفقد أعصابي لم أتشاجر مع أحدهم... حقا ... حقا ... كم أنا سعيــــــــــــــــــــد
يجري خالد مسرعا إلى حيث يجلس والده أبي...أبي... أنا لم أعد بحاجة إلى أن أطرق المسامير ... قال الأب: حقا يا خالد لقد أنجزت الوعد وأحسنت صنعا... لكن... الأمر لم ينتهي " خالد مندهش" الآن يجب عليك أن تخلع مسمار واحد عن كل يوم يمر بك دون أن تفقد أعصابك.. خالد: لماذا يا أبي؟؟ لماذا؟؟ الأب: لكي تتأكد أنك قد تمكنت من التحكم في نفسك وإلا ستبقى تطرق المسامير.. خالد: حسنا يا أبي سأريك بأني قد تغيرت وأني سأنزع كل يوم مسمارا.. ذهب خالد وهو في قمة العزيمة لمواصلة الطريق تلك اللحظة لاحت على وجه والده معالم حزن واضحة وهمهم بكلمات لم نسمعها.. تمر الأيـــــــــــــــــام.. وخالد يبذل قصارى جهده لينزع كل يوم مسمارا ... "كم هو صعب التحكم في نفسي... لكن سأواصل ولن أستسلم.." ودون أن يشعر خالد كان الكثير من الأصدقاء الجدد يلتفون حوله ويحبونه ويرغبون في صداقته.. لكن بقيت تلك العيون الأخرى التي ترمقه وهو يضحك مع زملائه الجدد تلك العيون التي لاقت ولاقت من خالد في ما مضى الكثير والكثير من الألم.. تنظر له وهو في قمة تألقه وتغيره... كيف هذا؟؟ ماذا حدث لخالد؟؟
لقد تغيـــــّــــــــــر..
ومرتـــــ الأيــــــــــام........
أخيرا............
خالد: اليوم هو آخر مسمار ..... يا إلهي كم أنا سعيد لقد أنجزت الوعد وحققت المراد وأصبحت شخصا جديدا كم أنا سعيد..
خالد: أبي... أبي.... أبي...
لقد خلعت كل المسامير التي في السور.. الأب:أحسنت يا خالد دعنا نذهب لنرى ما أنجزت... انتبه خالد..إلى أن وجه أبيه يحمل علامات لا توحي بسعادته..
الأب: ( يا بني قد أحسنت التصرف, ولكن انظر إلى هذه الثقوب التي تركتها في السور لن تعود أبدا كما كانت )
خالد: مصدوما بعد سماعه لتلك الكلمات التي لا تزال ترن في داخله
لن تعوووووووووود
كما كااااااااااااااااااااانت
| |
|