الهوايات : المهن : المزاج : عدد المساهمات : 704 نقاط : 1043
موضوع: سلسلة تدبر أسماء الله الحسنى الجمعة يناير 22, 2010 8:34 am
بسم الله الرحمن الرحيم .... وبه نستعين ( تدبر اسماء الله الحسنى ( الجزء الأول)( فاعلم أنه لا إله إلا الله) ينبغي للمسلمين ان يعرفوا أسماء الله وتفسيرها فيعظموا الله حق عظمته ولو أراد رجل أن يتزوج او يزوجه احد طلب ان يعرف اسمه واسم ابيه وجده وسأل عن صغير أمره وكبيره فالله الذي خلقنا ورزقنا ونحن نرجوا رحمته ونخاف سخطه أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها
حقيقة الإيمان أن يعرف الرب الذي يؤمن به ويبذل جهده في معرفة أسمائه وصفاته حتى يبلغ درجة اليقين وبحسب معرفته بربه يكون إيمانه فكلما ازداد معرفتة بربه ازداد إيمانه وكلما نقص نقص وأقرب طريق يوصله الى ذلك تدبر صفاته وأسمائه من القرآن
(الله جل جلاله) ( دال على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا فإنه دال على إلهيته المتضمنة لثبوت صفات الإلهية له مع نفي أضدادها عنه ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الإسم العظيم كقوله تعالى( ولله الأسماء الحسنى) ويقال الرحمن والرحيم والعزيز والحكيم من أسماء الله ولا يقال الله من أسماء الرحمن ونحو ذلك.... فعلم ان اسمه ( الله) مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى دال عليها بالإجمال والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية التي اشتق منها اسم( الله) واسم الله دال على كونه مألوها معبوداً تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً وفزعاً ( ابن القيم)
( الرب) هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم - وتربيته تعالى لخلقه نوعان ( عامة وخاصة) - فأما العامة فهي خلقه سبحانه وتعالى للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا وأما تربيته الخاصة فهي تربيته لأوليائه بالإيمان وتوفيقهم له وتكميله لهم ودفع الصوارف عنهم والعوائق الحائلة بينهم وبينه وحقيقتها تربية التوفيق لكل خير والعصمة عن كل شر ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة
إذا تتبعت اسم( الرب) في القرآن وجدته قد ارتبط بخمسة أسماء من أسماء الله الحسنى فقط وهي ( الرحمن –الرحيم- الغفور- الغفار –العزيز) وفي مدارج السالكين 1/35 بيان لشيء من حكم هذا الإرتباط
الواحد الأحد فهو ( الذي توحد بجميع الكمالات وتفرد بكل كمال ومجد وحمد وحكمة ورحمة وغيرها من صفات الكمال فليس له فيها مثيل ولا نظير فهو الأحد في حياته وقيوميته وعلمه وجلاله وجماله وغيرها من صفاته موصوف بغاية الكمال فيجب على العبيد توحيده اعتقاداً وقولاً وعملاً بأن يعترفوا بكماله المطلق وتفرده بالوحدانية ويفردوه بأنواع العبادة)
لن تحتاج إلى عناء لتتأمل شيئاً من معاني وآثار اسم الله( الرحمن) فقط تأمل قوله تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيء) فإيجادك ورزقك وصحتك وتسخير المخلوقات لك ولباسك ونومك وجوارحك وغير ذلك كلها من آثار هذا الإسم ( الرحمن) جل جلاله فرحم الله عبداً ترجم شكره إلى عمل
( الرحمن) من أعطى اسم الرحمن حقه عرف أنه متضمن لإرسال الرسل وإنزال الكتب أعظم من تضمنه إنزال الغيث وإنبات الكلأ وإخراج الحب فاقتضاء الرحمة لما تحصل به حياة القلوب والأرواح أعظم من اقتضائها لما تحصل به حياة الأبدان