غِناءُ الغريبْ

وكانَ يُغَني ذاتَ مـــساءْ. . .

فَيصدأُ معدَنُ قلــبي الرقيقْ...ويغرقُ في بَحرهِ المستميتْ...

وتَصفَرُ أصــابِعُ ليليَ الطويلُ على فَمِ السَحَرْ

كأنَ ليلي زهرةٌ رخى الخريفُ الرِقادََََ فيها فتبعثرتْ

حول الغُيومِ......وحول حفناتِ المطر

وقيل..(قبضة الغُفران لا تنســـى أحد...!! تلملمُ

الليالي الـــعُطاشْ , تلفها , وتنسِجُ من طُهرها

شجيرةَ أملٍ..وشرفةَ حُلمٍ....وبيتْ..!)

وكانَ يُغَني ذاتَ مـــساءْ. . .

ليمحوََ الأفراح...ومنازِلََ الإحسانْ..

بِزيفِ صوتِه الكئيبِ المشبعِ بالأسى والحِِرمانْ..

وأنا العربي...أمتدُ في حزني كجذورِ الزمان..

وأقولُ بصوتٍ علانْ : سئِـمتُ الحزنَ يا أمي ..

فرديني إلى وطني...أخاف عليكِ من حزني

فإن الحزن يا أمي قلبٌ بلا خفقانْ.

وسألت : أما آن للتاريخ أن يبدأ ؟

فأجابني طيفي :لا أدري.؟ ومن يدري أيها العربي؟؟..فحتى

التاريخُ منك تبرأ...!!

وكانَ يُغَني ذاتَ مـــساءْ. . .

لقلبٍ حزينٍ...يحنُ للأشياءْ...لعودة الربيعِ..ربيعِ العطاء..

هي لحظاتهُُ تشبثت بالحزن والشقاء...

ليكبُرَ القلبُ الحزينُ في ثوانٍ كالشعاعْ...

وهاتِفُ السلام يَــرِنُ (........لا أحــدْ ..) !!

هو بإنتظارِ حاكمٍ في قلبهِ إيمـــانْ...

يجود ولو ساعةً بالحنانْ....

وكانَ يُغَني ذاتَ مـــساءْ. . .

لمن كفنوا بِغلافِ النهايةِ حبلَ الوفاءْ

وهالوا التراب على طفلةٍ كانَ يولدُ

في رحمها الحياء..!!

ويخيمُ في لوزتيها البقاء..

وكانت تُسمى..(فلسطين)..

باتت حكايةً..ودميةً ..وسِجناً مبللاً بأدمُعِ

الأسى السوداء...كالأذرعِ القحطاءِ في الصحراء

لا تصافِحُ أذرعَ السماءْ لأنها كفيفةٌ...بلهاء

منبوذةٌ على وسادة الأعداء..

وألمحُ الأعداءْ...يلملمون فجرهم للظهر والمساء

ويحرسونَ كنزَ الحياةِ في وفاء...

بيدَ أني كنتُ جالساً في البيتْ....!!!

(لا عملْ...ولا وجودْ...فلا إنتصارْ...ولا وعودْ)....!