قارئة القرآن معارضة قارئة الفنجان

جلست والـمصحف فـي يدها
لترتل آيات القرآنْ
وأنا بعيونٍ معجبةٍ
أرقبها مرتعش الأركانْ
وأكاد أهيم على وجهي
من هذا الترتيل الرنّانْ

بحياتي ما رقرق دمعي
أو حرّك إعجاب شجني
أو زلزل قلبي ترتيلٌ
قد غسل النفس من الوهن ِ
كغناء العصفور صباحا
ذا طرق الآية فـي أذني

حدقت وناظرتُ كثيرا
لكنّي لم ألمح أحداً
كلُّ النّاس هنا نائمةً
وبحثت وفتشت كثيرا
لكني لم أبصر داراً
بقيام الليلة قائمةً
إلا حجرتها مشرقةً..
وبذكر الخالق عابقةً..
من هجر القرآن تصير
بيوت الناس قبوراً مظلمةً

يا عمري قد ضعت هباءً
ما بين الغفلة والقسوة
ومشيتِ طويلا يا قدمي
في درب اللذة والشهوة
فكفاني عبثاً بالعمر..
بعثرتُ سنيني في السهر..
فأمامي امرأة ساجدة
وتصلي الشفع مع الوترِ
فبرغم استسلام الجسدِ..
للغفوة إن حلَّ البردُ..
لا زالت تتهجدُ حتّى
قاطعها آذان الفجرِ

فانسكبت دمعات عيوني
من بعد تلاشي ذا المشهدْ
فوقفت أحدق في نفسي
وعرفتُ أخيراً ما المقصدْ
ولساني مع قولة أشهدْ
راح يردد أشهدُ أشهدْ
العبد ومنذ ولادتهِ..
قد جاء هنا لعبادتهِ..
يا نفسُ على ما نتمردْ

ومسحت دموعي ببناني
وبدأت أهرول للجامعْ
بحنين قد فاق شجوناً
دمعةُ رجعةُ طفلٌ ضائعْ
فشعرتُ بروحي تتهادى
ما بين الساجدِ والراكعْ
شكرا يا قارئة القرآنِ
فصوتك قد هيّج أشجاني
لأقول وداعا يا إبليسُ
أنا لله تعالى راجعْ