الهوايات : المهن : المزاج : عدد المساهمات : 196 نقاط : 386
موضوع: و لا الظل و لا الحرور السبت ديسمبر 19, 2009 8:30 am
ا الظل ولا الحرور
[size=16][size=16]الدكتور نظمي خليل أبو العطا أستاذ النبات في جامعة عين الشمس سابقاً مدير مركز ابن النفيس للخدمات الفنية في البحرين حالياً [/size] القرآنالكريم كتاب الله المعجز لا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولاتنقضي عجائبه وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًاعَجَبًا {1} يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا)[1].نبهناالله سبحانه وتعالى فيه أن الأشياء المتباينة لا تستوي ، فالأعمى والبصيرلا يستويان وما تستوي الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور كذلك لايستوي الأحياء ولا الأموات.قال تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ {19} وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ {20} وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ {21} وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ)[2].قال المفسرون : الظل : هو الفيء وجمعه ظلال وظلول وأظلام ومثاله ظل الشجر.الحرور : شدة الحر ليلاً كالسموم.تقررالآيات القرآنية أنه لا يستوي الأعمى والبصير وهذا معلوم لنا جميعاً ولاالظلمات ولا النور وقد سبق لنا في موضوع سابق أن كتبنا عن الظلمات والنورواختلاف الليل والنهار وأهميتها في عملية الإزهار.
صورة لنوع من أنواع الصبار يعيش في شمال شرق المكسيك
وفي السطور القليلة القادمة سوف نعيش بإذن الله مع اختلاف الظل والحروروتأثيرها على عالم النبات لنتبين الجانب العلمي في عدم تساوي الظل والحرور.في البداية نقول : لقد وردت كلمة الظل في القرآن الكريم ست مرات ، أماكلمات ظلاً وظلها وظلالاً وظلاله ، وظلالهم وظله وظل وظليل وظللنا فقدوردت ثمانية عشرة مرة.أما كلمة (الحر) فقد وردت في القرآن الكريم مرتين ، وكل من كلمتي حراً والحرور وردت مرة واحدة.وعندمانرجع إلى عالم النبات لنتبين كيف لا يستوي الظل والحرور فإننا نجد أنعلماء النبات يعولون كثيراً على اختلاف صفات الظل عن صفات الحرور في عالمالنبات ومن أهمية ذلك فقد قسموا النباتات على أساس اختلاف عاملي الظلوالحر إلى قسمين كبيرين هما نباتات الظل ونباتات البيئة الحارة والمسماتبنباتات الجفاف ، وبالدراسة العلمية نجد فعلاً أنه لا يستوي نباتات الظلمع نبات الحر.فنباتاتالظل قد وهبها الله سبحانه وتعالى خصائص حيوية تجعلها تتلائم مع الضوءالخافت القليل والرياح القليلة والانخفاض النسبي لدرجة الحرارة بالمقارنةبالبيئة الحارة المكشوفة، أما نباتات البيئة الحارة فتتعرض للضوء الساطعوالحرارة العالية والرياح الدائمة والسريعة .وقدانعكست الصفات الفيزيائية واليميائية والجيولوجية والمناخية والحيويةالمختلفة لكل من البيئة الظلية ، والبيئة الحارة على الشكل الظاهريوالتركيب الداخلي ووظائف الأعضاء وأيض (Metabolism)النبات وهذا ما سنتطرق إليه في السطور القليلة القادمة بإذن الله .الظل والحرور والشكل الظاهري والتشريح الداخلي للنبات :
نوع من أنواع الصبار له أشواك حادة
لقدخلق الله سبحانه وتعالى نباتات الحر بحيث تتلائم مع الحرارة العالية ،وفقد الماء والجفاف والتهدل مع ندرة الماء عادة في البيئة الخارجية ،والضوء الساطع كما يلي : تستجيبالنباتات الأرضية والمائية استجابة موجبة إلى الضوء ومع ذلك فللكثير منتلك النباتات شدة إضاءة تتجنب ما يزيد عليها ، فالهائمات النباتية (النباتات حرة الحركة في الماء Phytoplankton)تصعد إلى الطبقات العليا في الصباح الباكر عندما تقل شدة الضوء أو يظللبيئتها ما يحول دون وصول الكمية الكافية من الضوء إليها ، أما إذا زادتشدة الضوء عن الحد المطلوب فإن تلك النباتات تغوص إلى مسافات بعيدة داخلالماء لتظلل نفسها وتحميها من الزيادة في شدة الضوء.أماالنباتات الأرضية والتي لا تستطيع التحرك حركة نشيطة سريعة ، لأنها مثبتةفي التربة ، فإن الله سبحانه وتعالى أعطى تلك النباتات من الخلقة مايجعلها تتكيف مع زيادة الضوء وقلته، فنجد أن بعض النباتات مزودة بشعيراتأو بثور من الماء تعكس الضوء الزائد ، وبذلك يحمي النبات من الهلاك كما فينبات الثلج.كماأن بعض الخلايا الداخلية للورقة قد استطالت بطريقة عمادية على باقي أنسجةالورقة الداخلية ، وذلك لتحمي الأنسجة الداخلية للورقة من شدة الإضاءةوكذلك لتحمي عضيات البناء الضوئي (البلاستيدات الخضراء ) مع وجود حركةدائرية للسيتوبلازم وبذلك تتحرك البلاستيدات فلا تبقى الواحدة منها معرضةلنفس كمية الإضاءة والشدة لمدة طويلة فلا تتلف بسبب شدة الضوء ومدته ،كماأن الله سبحانه وتعالى وهب لتلك النباتات بلاستيدات ملونة أخرى مهمتهاحماية البلاستيدات الخضراء من الضوء الساطع .
صورة لبعض الهائمات في المحيط ألتقطت بالأقمار الصناعية
بعض النباتات مثل الكافور ( Eucalyptus rostoratus)والدفلة (Nerium Olender)تتعرضأوراقها إلى الضوء وانعكاساته على الأرض من الناحيتين العليا والسفلى لذلكفقد خلق الله سبحانه وتعالى لتلك الأوراق أنسجة عمادية في السطح العلويوالسطح السفلي للورقة.أوراقنباتات البيئة الحارة عامة جلدية ، تحتوي كمية أكبر من خلايا التدعيمالمدعمة مغلظة الجدر ، وبها أيضاً ألياف لتدعيم هذه الخلايا تمنع فقدالماء بالحر الشديد وتدعمها فلا تتهدل بالحرارة العالية ، كما أن تلكالخلايا تعمل كحاجز جزئي ضد الضوء الشديد والحرارة العالية.
صورة لنبات الكافور
المعلومأن الثغور هي الفتحات الموجودة في الورقة والتي يتصل الوسط الخارجي منخلالها مباشرة بالوسط الداخلي للورقة ، فمنه يخرج ويدخل الهواء للورقةويخرج الماء منها بظاهرة النتح ، ولتأثر النبات بالحرارة العالية نجد أنسطح الأوراق السفلى (منطقة الثغور عادة ) للنباتات التي تعيش في المناطقالحارة تغطيها طبقة كثيفة من الشعيرات التي تمنع فقد الماء بالحرارةالعالية والرياح الشديدة وتكون الشعيرات أيضاً مناطق محبوسة الهواء فوقالبشرة فتعمل كمنطقة عازلة لسطح الورقة عن الوسط الخارجي الحار الجافالمهلك للنبات ، وبدون تلك الحماية التي وهبها الخالق سبحانه وتعال لتلكالنباتات من غير طلب منها أو حول وعلم لها ، فإنها تهلك وتموت بالحرارةالعالية وفقد الماء من الثغور.تلتفأوراق بعض نباتات البيئة الحارة كما يلف الورق على بكرة الصيدلية أوالمحالات التجارية (دائرياً) التفافاً تاماً تحت ظروف الحر الشديد والجفافالقاتل فتحمي الثغور بعيداً عن الحر الخارجي كما هو الحال في نبات قصبالرمال .خلقالله سبحانه وتعالى لنباتات المناطق الحارة ثغوراً غائرة في مستوى منخفضعن باقي خلايا البشرة ، وتكون الخلايا المحيطة بالثغور غرفاً متصلةبالثغور من خلال فتحات ضيقة والثغر محمي بطبقة غليظة شمعية من مادةالكيوتين ، ومحاط بشعيرات وبذلك يحمي من فقد الماء بالحرارة العاليةوالجفاف الشديد.حيثأن الأوراق وما عليها من ثغور هي أهم أعضاء فقد الماء في النبات وتأثرهبالجو الحار الجاف الخارجي ، فقد خلق العليم الخبير معظم نباتات المناطقالحارة بأوراق صغيرة مختزلة السطح وقد تختفي تلك الأوراق تماماً في النباتاليافع أو تبقى على هيئة حراشيف ، وبغياب الأوراق أو اختزالها فقد وهبالله سبحانه وتعالى الساق القدرة على القيام بأهم وظيفة للأوراق وهي عمليةتكوين الغذاء بالبناء الضوئي وزوده سبحانه تلك السيقان بالبلاستيداتالخضراء التي تقوم بعملية البناء الضوئي.لقد وهب الخالق سبحانه وتعالى العليم الحكيم الخبير معظم نباتات البيئةالحارة أوراقاً لحمية عصيرية بداخلها مواد مخاطية محبة للماء وممسكة بهفلا يفقد منها بسهولة ، وجدر خلايا تلك الأوراق والسيقان مدعمة بطريقةتحميها من الحرارة العالية .وعلىالنقيض مما سبق فإن لنباتات الظل خصائص عامة تتلائم مع البيئة الظليلة وماتميزت به من ظل ، وقلة ضوء وانخفاض في درجة الحرارة ووفرة للماء وتزاحمللنباتات وهذا ما يثبت الاختلاف العلمي بين الظل والحرارة كما يلي : الخلايا العمادية في نباتات الظل ضعيفة التكوين أو معدومة ويتضح هذا التدبير الإلهي في تراكيب كثيرة من أوراق نباتات الظل .خلقالله سبحانه وتعالى نباتات الظل بأوراق عريضة مفلطحة قد يصل قطر الورقةإلى نصف متر في بعض الأحيان وتصل الورقة مع تفلطحها فإنها واسعة الثغوربحيث يسهل خروج المياه وتبادل الغازات بين الوسط الداخلي والخارجي للورقة.البلاستيدات الخضراء في نباتات الظل كبيرة مكدسة على السطح العلوي للورقة لاقتناص أقل كمية من الضوء في البيئة الظليلة .خلايا التدعيم وطبقات الكيوتين قليلة في أوراق وسيقان نباتات الظل الثغور في نباتات الظل سطحية والشعيرات الحامية لها قليلة أوغير موجودة .فهل يشك عاقل بعد هذا في صدق قول ربنا سبحانه وتعالى في آياته حيث قال سبحانه : ( وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور.تعرف على المؤلف في سطور التواصل مع المؤلف :موبايل 0097339622238 هـ 0097317334685 phy_tech@hotmail.com
[/size]
وردة الروح عضو نشيط
عدد المساهمات : 183 نقاط : 311
موضوع: رد: و لا الظل و لا الحرور الإثنين يناير 11, 2010 8:02 am
الف شكر لك على المعلومات القيمة الله ينجحك في دراستك وعملك