إبريقٌ هو أملُ زهْرة..

إبريقٌ هو أملُ زهْرة..

تحت ظل تلك الشجرة وفي أحضان الغابة الخصراء
نمت زهرة حمراء فكانت تشرق جمالاً وبهاء ،
وقطرات الماء التي كانت تُرتسم على بتلاتها
من ذاك الإبريق الذي كانت تحمله ندى وتأتي به لسقايتها.

كوخ صغير جميل كانت تعيش فيه ندى مع عائلتها
في وسط الغابة العظيمه, ولكن مرض أمها كان كالغيمة
السوداء التي تقطن فوق الكوخ الصغير, بالرغم من ذلك
كانت أجنحة السعادة تحمل الكوخ بين ساعديها.

كانت ندى تتردد إلى ذاك المكان في كل صباح وكانت تحمل
أبريقا مملوءاً بالماء, تأتي به من نهر مجاور لتروي عطش
الزهرة , وكانت تجلس إلى جانبها تحكي لها همومها ,
وكأنها إنسان ينصت لها ويفرج لها همومها.

اشتد الألم بأم ندى فقرر الأب أخذ الأم إلى المدينة لتلقّي
العلاج في المشفى وبالطبع ذهبت ندى مع أمها , لم تشأ أن
تدعها وحيدة في تلك الغرفة التي كانت كالصندوق المظلم
بالنسبة لأم ندى.

اعتنت ندى بأمها ولم تدعها ولو للحظات وحدها ، فهي الشيء الثمين
التي كانت تمتلكه ندى وتخبئه في قلبها الصغير, الكبير في حُبه وعطفه .

الزهرة بدأت تذبل شيئاً فشيئا...
لقد ضاقت بها الدنيا ذرعاً بعد غياب صديقتها ندى فلولا
إبريقها الذي يلمع بقطرات الماء لما كان للزهرة أن تبقى.

شاء الخالق لأم ندى أن تعيش وتسترد عافيتها من جديد
وكأن هذه الأيام العصيبة لم تكن قد مرت , فعادت العائلة إلى
كوخها المتواضع بعد أن زالت الغيمة السوداء ونمت زهور
السرور والسعادة على جدران المنزل الذهبية .

بينما كانت ندى تتجول بين الزهور والأشجار, وتستمع إلى
زقزقة العصافير ونسمات الهواء التي تداعب الأعشاب.
وجدت ندى زهرات حمراوات اللون، فتذكرت ندى زهرتها..
فجرت مسرعة الى تلك الشجرة وإذا بزهرتها الحمراء تكاد تموت،
أحسّت ندى بالذنب نحوها , الدموع تلألأت في عينيها الصغيرتين
فقالت : - سامحيني يا صديقتي.

فذهبت مسرعه إلى النهر وأحضرت الماء في الأبريق وبدأت
تسقيها, وكأن الوردة شعرت بها فجعلت تتمايل وتتمايل فرحاً
بعودة ندى وإبريقها المتلألأ.

ندى لم تدع الزهرة يوماً بعد تلك الايام وداومت على سقايتها والجلوس
معها كالسابق تماماً, وعد قطعته على نفسها ألا تتركها وحيدةً.

عجباً..! رُدت الروح إليها بعدما تيقنت أنها ستُهلك,
وبمساعدة إبريق حملته فتاه بإسارعٍ اليها , لتروي ضمأها
الذي كان يهدد بقائها.

شكرا لك على المساهمة