أفادت بحوث طبية أجريت مؤخرا أن عصير الرمان مفيد وصحي لقلب الإنسان. وكشفت البحوث أن تناول كوب من عصير الرمان يوميا يمكن أن يعيق أو حتى يمنع عوامل تؤدي إلى نوبات قلبية.
واستخدم الباحثون في التجارب التي أجروها حول عصير الرمان فئران تجارب طورت بواسطة هندسة جينية قابلة للإصابة بتجلط الشرايين، إذ تم تقسيم الفئران إلى مجموعتين، سقيت الأولى ماء والثانية عصير رمان.
ووفقا لما دلت عليه نتائج الدراسة فإن مجموعة الفئران التي استهلكت عصير الرمان طورت الإصابة بتجلط الشرايين بنسبة أقل بـ 54 بالمائة عن مجموعة الفئران التي لم تعط عصير الرمان.
ويقول الباحثون إن الإنسان الذي يحتسي نصف كوب على الأقل من عصير الرمان في اليوم يقلل من احتمالات إصابته بتجلط شرايين أو الإصابة بأمراض القلب.
والجدير ذكره أن المراكز في كل مكان في العالم تقوم بعمل التجارب على المواد الغذائية الطبيعية والتعرف على الفوائد التي يجنيها الإنسان إذا ما تناولها بانتظام أو من وقت لآخر.
وقد كشف عدد من الأبحاث دور المواد المسماة (فليفينويدات) على الجسم، وأنها تعمل كمضادات أكسدة قوية داخل الجسم، بدأ البحث عن هذه المواد في المواد الغذائية، وكانت سلسلة من الأبحاث التي تؤكد وجودها في عدد من النباتات والأزهار، وخص الشاي بعدد جيد من الأبحاث في هذا الجانب.
جديد اليوم اتّجه إلى الرمان، ووجد أنه زاخر بمركبات منع الأكسدة هذه، حيث وجد أنها فعالة بصورة جيدة لمنع أكسدة دهون البلازما (التي يعتقد أنها من أسباب تصلب الشرايين) نشرت الدراسة دورية التغذية الإكلينيكية وتمت الدراسة على أشخاص أصحاء وعلى حيوانات التجارب، حيث تم إعطاء الأصحاء عصير الرمان لمدة أسبوعين والحيوانات 14 أسبوعاً. وذلك بهدف معرفة تأثير عصير الرمان على أكسدة البروتينات الشحمية وتكدسها، وتصلب الشرايين عند الأصحاء أو حيوانات مصابة بتصلب الشرايين.
وجدت النتائج أن عصير الرمان يعمل على التقليل من تكدس البروتينات الشحمية الضارة بالجسم وأكسدتها عند المتبرعين الأصحاء. كما أنه يؤدي إلى تقليل حجم مشكلة تصلب الشرايين في فئران التجارب، وخلصت الدراسة بنتيجة مفادها أن لعصير الرمان مفعولاً قوياً كمضاد لتصلب الشرايين عند الأشخاص الأصحاء، وكذا عند الحيوانات المصابة بتصلب الشرايين. وهذا المفعول يرجع بصورة أساسية لوجود مضادات الأكسدة في الرمان.
وقد كشفت دراسة جديدة نشرتها مجلة "التغذية" الأمريكية المتخصصة، عن أن خلاصة فاكهة الرمَان فعالة فى إعاقة الأنزيمات المسؤولة عن إصابات التهاب المفاصل العظمي، وحماية الغضاريف من التلف.
ووجد باحثون فى كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف الأمريكية، أن فاكهة الرمان تملك قوة مضادة للبروتين الالتهابي، المعروف باسم "انترلوكين-1 بي"، الذى يلعب دورا مهما فى تحلل الغضاريف عند الأشخاص المصابين بالالتهابات المفصلية العظمية.
وأشار هؤلاء إلى أن العلاج الحالى لالتهاب المفاصل العظمي، الذى يؤثر على حوالى 20 مليون شخص فى الولايات المتحدة، حسب إحصاءات معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، ذات فعالية محدودة، ولا تساعد فى إبطاء أو تأخير تلف المفاصل والغضاريف، الناتج عن تقدم المرض.
وأوضح الأطباء أن التهاب المفاصل من أكثر الأمراض الشائعة، التى تدفع الكثير من الناس إلى طلب العلاج التقليدي، أو بالأعشاب ،التى لم يخضع معظمها للتقويم الطبى والدوائى واختبارات السلامة. وقد تتداخل بصورة سلبية مع العلاج الحالي، لذا فإن الاستخدام الحذر للأدوية العشبية والمكملات الغذائية، خلال المراحل المبكرة من المرض أو العلاج، يمثل ضرورة ملحة، للحد من تقدمه إلى مراحل خطرة.
وقد جذبت مركبات الفلافونويد النباتية الموجودة فى الفواكه والخضراوات انتباه الأوساط الطبية والعلمية، بعد اكتشاف تأثيراتها الصحية المفيدة فى الكثير من الأمراض المختلفة، وقد حظى الرمان بالذات باهتمام بالغ، نظرا لخصائصه المضادة للتأكسد والالتهاب فى أنواع كثيرة من العلل والاضطرابات. وتعد الدراسة الجديدة الأولي، التى تثبت قدرة خلاصة هذه الثمار على منع أو تأخير تدهور الغضاريف، الناتج عن التهابات المفاصل.
وأظهرت الدراسات الحيوانية السابقة الخاصة بأمراض السرطان، أن خلاصة فاكهة الرمان من أقوى المواد المضادة للأورام الخبيثة، كما بينت دراسات أخري، أجريت على الفئران والبشر، أن لها تأثيرا علاجيا ووقائيا مساعدا فى أمراض القلب الوعائية، بسبب عناصرها المضادة للتأكسد غير السمية، التى يمتصها الجسم بسرعة.
ووجد الباحثون فى دراستهم، بعد إضافة الخلاصة المائية لفاكهة الرمان على مستنبتات خلوية من عينات نسيجية، سحبت من غضروف بشرى متأثر بالتهاب المفاصل العظمي، أنها كانت فعالة فى حماية الغضروف من التلف، إلى جانب خصائصها المضادة للالتهاب والتأكسد المكتشفة أصلا.
وفسر العلماء الأمر بأن بروتينات "انترلوكين-1 بي" تسبب إنتاجا مفرطا للمواد الالتهابية فى الجسم، ومنها إنزيمات خاصة بإعادة التشكل النسيجي، وعند زيادة إفراز تلك البروتينات فى الحالات المرضية، كما يحدث فى التهاب المفاصل العظمي، فإنها تدمر الغضروف، وتؤدى إلى تحلل المفصل وتلفه.
ولاحظ الباحثون أن خلاصة ثمار الرمان منعت الإفراط فى إنتاج الإنزيمات المذكورة فى الخلايا الغضروفية البشرية، مما يدل على أن تناولها قد يساعد فى حماية الغضاريف من تأثيرات المواد الالتهابية الضارة.
وأكد الخبراء ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لقياس معدل امتصاص خلاصة الرمان فى المفاصل، وتحديد درجة نشاطها فى ترميم الغضاريف التالفة، ومدى فعاليتها فى معالجة التهابات المفاصل الأخرى كالروماتيزم وغيره.
قال تعالى: (وهو الذي انزل من السماء ماء ، فأخرجنا به نبات كل شيء ، فأخرجنا منه خضراً ، نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ) ( الأنعام 99 ) وقال تعالى ( فيهما فاكهة ونخل و رمان فبأي ألاء ربكما تكذبان ) ( الرحمن 68).
وأورد ابن قيم الجوزية في الطب النبوي عن علي كرم الله وجهه يقول (كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ المعدة) رواه أحمد بسند صحيح.
الرمان هو ثمار شجرة Punica granatum ويسمى بالانكليزية pomegranate ويعود إلى العائلة الرمانية punicaceae موطنه الأصلي جنوب غرب آسيا ويزرع في معظم المناطق العربية خصوصاً حوض البحر الأبيض المتوسط والعراق وبلاد الشام ( 1، 2 ).
تحتوي عصارة الرمان على 8.2-19.7 % سكريات منها 4.8-10.9 كلوكوز وعموماً كل 100غم من حب الرمان يحتوي على 81.3 % ماء و 0.8 غم بروتين و 0.7 غم دهون و 0.5 غم رماد و 2 % ألياف و 8.2 –19.7 % سكريات و 10ملغم كالسيوم و 24 ملغم فسفور و 0.6 ملغم حديد و 0.07ملغم ثيامين و 0.02 ملغم رايبوفلافين و 0.9 ملغم نياسين و 8 ملغم فيتامين سي ( 5 )كما أن عصارة الرمان تحتوي 0.46 – 3.6 % حامض الستريك ( 4 )( 6 )لوحظ ان كل أجزاء النبات تحتوي على العفصات tannins من نوع gallotannins . ان القشور والسيقان والجذور تحتوي على ما لا يقل عن 20% من العفصات، وقد عزلت منها اربع أنواع من القلويدات هي قلويد pelleltierine الذي يسمى punicine أيضا ، وقلويد isopelletierine ، وقلويد ethyl pelletierine وقلويد Pseudo pelletierine الذي يسمى methylgrantanine . وقد وردت ثمار ولحاء الساق والقشور والجذور كعلاج في دستور الأدوية الأمريكي ( USP ) للاعوام من 1820 ولغاية 1950 . وأشير إلى إن قشور الرمان والساق والجذور تحتوي pelletierine بنسبة 5.2 % و pseudopelletierine بنسبة 17.9% و isopelletierine بنسبة 0.15% فضلاً عن methylisopelletierine (4 ، 7 ).. وان استخدام تقنية الكروماتوكرافي عالي الكفاءة أظهر احتواء بذور الرمان على مركبات ايستروجينية
صورة لثمرة رمان ناضجة
ومن الجدير بالذكر ان شراب عصير الرمان شراباً منعشاً ومغذياً يحتوي على منسوب مرتفع من الطاقة ومنسوب عالي من الفيتامينات والاملاح خصوصاً فيتامين سي ( 3، 4 ،5 ). فضلاً عن ذلك فقد وجد ان عصارة ثمار الرمان لها فعلاً قاتلاً للجراثيم ( 6 ) وقد اعطيت خلاصات ثمار الرمان فعالية ضد أنواع من البكتريا بتخفيف 1: 60 فضلاً عن ذلك فأن قشور الرمان فعالة ضد الجراثيم ( 4 ) .كما وجد أن المستخلصات المائية والكحولية للرمان فعالة ضد الفطريات خصوصاً T.tonsurans . T.mentagrophytes , E.floccosum ,T.rubrum.( 8 )ولاحتواء قشور الرمان وشحمه ( الاغشية بين الفصوص ) على كمية عالية من العفصات فأنها تسخدم لعلاج قرح الجهاز الهضمي ، إذ أن منسوب العفصات العالي يؤدي إلى تغير طبيعة بروتينات الجراثيم وقتلها كما انه يدبغ ظهارة المعدة حيث يرسب بروتينات الطبقة الظهارية فيعمل منها طبقة واقية يقع تحتها بناء النسيج التالف ، لذا فأنها تستخدم لعلاج قرحة المعدة والأمعاء . وقد وجد كازولي وجماعته ان الخلاصة المائية لقشور الرمان فعالة في منع حدوث القرحة المحدثة بالايثانول ، حيث ان دبغ ظهارة المعدة بالعفصات تجعل الظهارة اقل نفاذية وأكثر مقاومة للأذى والتهيج الميكانيكي والكيمياوي واكثر مقاومة للبكتريا.وبالرغم من أن الترابط بين تركيب العفصات والخاصية المضادة للتقرح غير معروفة ولكن وجد ان العفصات ثلاثية التراكيب tetramers هي الأكثر فعالية في منع حصول وعلاج القرحة الهضمية (4،9،10،11)..
كما أنها ولنفس السبب فأن شراب الرمان ونقيع ومسحوق القشور والساق والجذور يستخدم في علاج الاسهال والدزنتري لانه يعمل على تغير طبيعة بروتينات الأمعاء ويقلل من ارتشاح السوائل فضلاً من انه يقتل الجراثيم ويمدص السموم الجرثومية ( 1 ، 2 ، 12 )وأشير إلى أن نقيع القشور يستخدم بمفرده أو مخلوطا مع الرز لعلاج آلام المعدة والتهابات الأمعاء والقولون( 4 ، 12 ) . كما تستخدم عصارة ونقيع القشور والسيقان لعلاج كثرة الافرازات المهبلية لخواصها القاتلة للبكتريا والفطريات ( 8 ، 12 )..
صورة لحبيبات الرمان
، 4 ، 13 ) وان دخان القشور والسيقان والجذور طارد للحشرات . وقد وجد سيجورا وجماعته ان جذور الرمان ذات فعالية ضد طفيليالاميبا Entamoeba histolyica وطفيلي E. invadens وقد وجد ان الفعالية القاتلة لهذه الطفيليات تعود الى العفصات ( 14 )فيما اشير الى ان عفصات البليتارين طاردة للديدان الشريطية وقاتله لمدى واسع من الطفيليات الأخرى وان الجرعة المعتادة لقتل الديدان من عفصات البليتارين هي 250ملغم للشخص البالغ كما جاء في دستور الادوية الأمريكي ( 6 )ويفضل عند استخدام قشور الرمان لعلاج الديدان خصوصاً الديدان الشريطية أن يعقب استخدامها إعطاء الأدوية المسهلة
قال رسول الله (ص): ما من رُمانة إلا وفيها حبة من رمان الجنة، فإذا تبدّد منها شيء فخذوه، ما وقعت وما دخلت تلك الحبة معدة امرئ مسلم إلا أنارتها أربعين صباحا.
وقد وردت أحاديث عن أهل البيت (عليهم السلام) في خصوص الرمان منها:
عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: الرمان سيد الفاكهة. ومن أكل رمانة أغضب شيطانه أربعين صباحاً. وكان إذا أكله لا يشركه [فيه] أحد.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كلوا الرمان بشحمه، فإنه دباغ المعدة(1). وما ومن حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إلا أنارتها ونفت الشيطان والوسوسة عنها أربعين صباحاً.
وعنه (عليه السلام) [أنه] كان إذا أكل الرمان بسط تحته منديلاً، فإذا سئل عن ذلك؟ قال: إن فيه حبات من الجنة، فقيل: يا أمير المؤمنين إن اليهود والنصارى وما سوى ذلك يأكلونه، فقال: إذا أرادوا أكلها بعث الله عز وجل ملكاً فينتزعها منها، لئلا يأكلوها.
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): خمسة من فاكهة الجنة في الدنيا: الرمان الأمليسي والتفاح السفساني ـ يروى أنه الشامي ـ والعنب والسفرجل والرطب المشان(2).
وعنه (عليه السلام) أيضاً قال: أيما مؤمن أكل رمانة حتى يستوفيها أذهب الله عز وجل الشيطان عن إثارة قلبه مائة يوم. ومن أكل ثلاثة أذهب الله الشيطان عن إثارة قلبه سنة. ومن أذهب الله عز وجل الشيطان عن إثارة قلبه سنة لم يذنب. ومن لم يذنب دخل الجنة.
عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليهم السلام) أنه كان يقول: من أكل رمانة يوم الجمعة على الريق نوَّرت قلبه أربعين صباحاً، فطرد عنه وسوسة الشيطان ومن طرد عنه وسوسة الشيطان لم يعص الله عز وجل. ومن لم يعص الله أدخله الجنة.
عن مرجانة مولاة صفية قالت: رأيت علياً (عليه السلام) يأكل رماناً فرأيته يلتقط مما يسقط منه.
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من أكل رمانة حتى يستتمها نوَّر الله قلبه أربعين ليلة.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله): خُلق آدم والنخلة والعنب والرمانة من طينة واحدة.
عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: كلوا الرمان فليست منه حبة تقع في المعدة إلا أنارت القلب وأخرست الشيطان.
من إملاء الشيخ أبي جعفر الطوسي عليه الرحمة: أطعموا صبيانكم الرمان، فإنه أسرع لألسنتهم.
الهوامش:
1- دبغ المعدة دباغاً: لينها وأزال ما فيها.
2- الأمليسي: منسوب إلى الأمليس أي الفلاة التي لا نبات فيها. وفي بعض نسخ الحديث (والتفاح اللبناني). والمشان ـ بالكسر والضم ـ: نوع من الرطب أو هو من أطيبه.