أمينة الحنان عضو ملكي
الهوايات : المهن : المزاج : عدد المساهمات : 704 نقاط : 1043
| موضوع: معاشر المؤمنين يا دعاة الإسلام الجمعة فبراير 12, 2010 8:43 am | |
| معاشر المؤمنين يا دعاة الإسلام :
الحال يرثى له، فالقلوب - إلا ما رحم الله – قاسية، والعيون جامدة، استمعوا إلى عبد الأعلى التميمي وهو يقول: " من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق ألا يكون أوتي علماً ينفع، لأن الله تعالى نعت العلماء فقال : { إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } [ التخويف من النار لابن رجب ص23 ] ، واستمعوا إلى وصية ابن مسعود : " ليسعك بيتك، وابك من ذكر خطيئتك، وكف لسانك " [ الزهد لابن المبارك ، ص42 ] .
أيها القوم، أيها الدعاة :
أين دموعكم والقرآن يتلى، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم تروى، والموتى تترى، والمواعظ شتى، والتقصير يطغى ؟
خذوا عن الربانيين أوصاف الخائفين في مثل مقالة السري السقطي : " للخائف مقامات منها الحزن اللازم، والهم الغالب، والخشية المقلقة، وكثرة البكاء، والتضرع في الليل والنهار، والهرب من مواطن الراحة، ووجل القلب " [ الزهد لهناد ابن السري ، ص267-268 ] ، فتشوا عن هذه الصفات، وابحثوا عن تلك الخلال، وابكوا على تلك الحال، وما صار إليه المآل، فالقلوب لاهية، والألسن لاغية، والخشية ذاهبة، فراجعوا أنفسكم، وتفقدوا قلوبكم ، واجتهدوا في البكاء فإن لم يكن فليكن التباكي " فقد قال بعض السلف : ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا " [ زادالمعاد1/185] ، " وإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه " [ إحياء علوم الدين 1/277 ] .
أيها الدعاة :
خذوا هذه الوصفة لعلها تقود إلى البكاء: " طريق تكلف البكاء أن يحضر قلبه الحزن فمن الحزن ينشأ البكاء ... ووجه إحضار الحزن أن يتأمل ما فيه - أي القرآن الكريم - من التهديد والوعيد والمواثيق والعهود، ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره فيحزن لا محالة ويبكي، فإن لم يحضره حزن وبكاء كما يحضر أرباب القلوب الصافية فليبك على فقد الحزن والبكاء فإن ذلك أعظم المصائب " [ إحياء علوم الدين 1/277].
| |
|