موضوع: شروط لا إله إلا الله الإثنين نوفمبر 09, 2009 8:41 am
إن كلمـة الـتـوحـيد ، التي سبق الحديث عن معناها ، جعلها الله تعالى عنوان الدخول في الإسلام ، وثمن الجنة ومفتاحها ، كما جعلها سبب النجاة من النار ومغفرة الذنوب . وتواردت أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه المعاني: فمنها: ما جعل الإتيان بالشهادتين سببًا لدخول الجنة ، وعدم احتجاب قائلها عنها ، فإن النار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص ، وقد يدخل الجنة ولا يحجب عنها إذا طهر من ذنوبه بالنار : فعن عبادة بن الصامت ، رضي الله عنه ، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: »من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم ، وروح منه ، وأن الجنة حق والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل«(1) ، وفي رواية: »أدخله الله الجنة من أي أبواب الجنة الثمانية شاء«. وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول-صلى الله عليه وسلم- قال: »يا أبا هريرة اذهب بنعلي هاتين -وأعطاه نعليه - فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله ، مستيقنًا بها قلبه ، فبشره بالجنة«(2). وعنه أيضاً ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: »أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، لا يلقى الله عبد غير شاك ، فيحجب عن الجنة«(3) ، وفي رواية له أيضاً: »إلا دخل الجنة«. وعن عثمان ، رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: »من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة«(4). وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:»ما من عبد قال لا إله إلا الله ، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة« قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال:»وإن زنى وإن سرق ثلاثاً« ثم قال في الرابعة: »على رغم أنف أبي ذر« قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رَغِمَ أنف أبي ذر(5). ومعنى هذا الحديث: أن الزنى والسرقة لا يمنعان دخول الجنة مع التوحيد ، وهذا حق لا مرية فيه ، وليس فيه أنه لا يعذب عليهما مع التوحيد(6) ، ففي مسند البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: »لا إله إلا الله نفعته يومًا من دهره ، يصيبه قبل ذلك ما أصابه«(7). ومن الأحاديث النبوية ما جاء بيانًا لتحريم دخول النار على من أتى بالشهادتين ، وهذا كقوله عليه الصلاة والسلام في حديث معاذ رضي الله عنه : »ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار«(. وفي حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: »إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله«(9) إلى غير ذلك من الأحاديث النبوية الشريفة(10). وقد يصاب بعض الناس بالغفلة عن حقيقة التوحيد وشرط النجاة ، ويغتر بكلمة يديرها على لسانه ، دون أن يفقه معناها ، يظنها مفتاحًا للجنة ، بمجرد نطقها باللسان ، غافلاً عن شروطها التي ينبغي أن تتحقق ، ومقتضياتها التي ينبغي أن يعمل بها ، لتكون مفتاحًا صالحًا لفتح أبواب الجنة الثمانية. وشهادة التوحيد هذه ، سبب لدخول الجنة ، والنجاة من النار ، ومقتضى لذلك ، ولكن المقتضى لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه ، فقد يختلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه ، أو لوجود مانع من الموانع ، وهذا قول الحسن البصري ووهب بن منبه ، رحمهما الله. فقد قيل للحسن البصري رحمه الله؛ إن أناسًا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة؟ فقال: من قال لا إله إلا الله ، فأدى حقها وفرضها دخل الجنة . وقال للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله ، منذ سبعين سنة ، فقال الحسن: نعم العدة ، لكن لـ"لا إله إلا الله" شروطاً ، فإياك وقذف المحصنة! وقيل لوهب بن منبه: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى ، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفـتاح له أسـنـان فـتح لك، وإلا لم يفـتح لك(11). ويدل على صحة هذا القول: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص: فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه،أن رجلاً قال: يا رسـول الله أخـبـرني بـعـمـل يدخلني الجنة. فقال: »تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل الرحم«(12). وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رجلاً قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة. قال: »تعبد الله لا تشرك به شيئًا ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان« فقال الرجل: والذي نفسي بيده ، لا أزيد على هذا شيئاً ، ولا أنقص منه. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: »من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا«(13). وقد تواردت مع ذلك آيات وأحاديث تبين توقف دخول الجنة والنجاة من النار على من فعل الفرائض واجتنب المحارم ، فصارت تلك الأحاديث السابقة مفسرة مبينة ، وينبغي أن يؤخذ بالبيان والمبين معًا ، ولا يجوز إعمال بعض النصوص والأدلة وإهمال سائرها(14). ومن القواعد المقررة: أن المطلق يحمل على المقيد ، فإذا جاءت نصوص مطلقة ، وجاءت نصوص أخرى متحدة معها في الحكم والسبب ، فإنه يحمل النص المطلق على المقيد. والأحاديث التي جاءت تبين أن دخول الجنة وتحريم النار معلق على شهادة "أن لا إله إلا الله" ، وهذه الأحاديث المطلقة جاءت أحاديث أخرى تقيدها. ففي بعضها: "من قال:» لا إله إلا الله مخلصًا ...« ، وفي بعضها: »مستيقناً بها قلبه . .« وفي بعضها: »صدق لسانه ..« ، وفي بعضها: »يقولها حقا من قلبه ..«. . الخ. وكذلك علقت الأحاديث دخول الجنة على:"العلم بمعنى لا إله إلا الله" ونصوص أخرى تبين الثبات على هذه الكلمة ، ونصوص أخرى تدل على وجوب الخضوع لمدلولها. . الخ. ومما سبق كله استنبط العلماء رحمهم الله تعالى شروطًا لابد من توافرها، مع انتفاء الموانع، حتى تكون كلمة "لا إله إلا الله" مفتاحًا للجنة ، وهذه الشروط هي أسنان المفتاح ، ولابد من أخذها مجتمعة ، فإن شرطًا منها لا يغني عن سائر الشروط . ولعل هذه الشروط تكون واضحة من الإشارات التي سنشير إليها في هذه العجالة ، فاحرص عليها - أيها المسلم - وتحقق بها ، لئلا تقف أمام باب الجنة فترد ، لأنه لا يفتح لك! 1- إن لكل شيء حقيقة ، ولكل كلمة معنى ، فينبغي أولاً: أن تعلم معنى كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" علمًا منافيًا للجهل بها ، في النفي والإثبات ، فهي تنفي الألوهية عن غير الله تعالى وتثبتها له سبحانه ، فلا معبود بحق إلا الله ، وقد سبق ذلك وافيا في بيان "مفتاح الجنة"سابقًا . ومن الأدلة على هذا الشرط: قول الله تعالى: ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)) [سورة محمد:19]. ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ هُوَ والْمَلائِكَةُ وأُوْلُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ)) [ آل عمران/18] ((إلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وهُمْ يَعْلَمُونَ)) [الزخرف:86 ]. وأخرج مسلم عن عثمان رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: »من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة «. ويكتمل هذا الشرط بما يليه ، وهو الشرط الثاني . 2- اليقين المنافي للشك: ومعنى ذلك أن تستيقن يقينًا جازمًا بمدلول كلمة التوحيد ، لأنها لا تقبل شكًا ، ولا ظنًا ، ولا ترددًا ولا ارتيابًا ، بل ينبغي أن تقوم على اليقين القاطع الجازم. فقد قال الله تعالى في وصف المؤمنين الصادقين: ((إنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) [الحجرات:15 ]. فلا يكفي مجرد التلفظ بالشهادتين، بل لابد من استيقان القلب، والبعد عن الشد، فإن لم يحصل هذا اليقين فهو النفاق، والمنافقون هم الذين ارتابت قلوبهم، قال الله تعالى: ((إنَّمَا يَسْتَئْذِنُكَ الَذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ وارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ)) [التوبة:45]. وقد سبق آنفًا حديثان في ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وفيهما: »أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد ، غير شاك فيهما إلا دخل الجنة« وفي رواية »فيحجب عن الجنة«. »ومن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه..«. 3- وإذا علمت، وتيقنت، فينبغي أن يكون لهذا العلم اليقيني أثره، فيتحقق الشرط الثالث وهو: القبول لما اقتضته هذه الكلمة ، بالقلب واللسان: فمن رد دعوة التوحيد ولم يقبلها كان كافرًا ، سواء كان ذلك الرد بسبب الكبر أو العناد أو الحسد ، وقد قال الله سبحانه وتعالى عن الكفار الذين ردوها استكبارًا ((إنَّهُمْ كَانُوا إذَا قِيلَ لَهُمْ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * ويَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ؟)) [الصافات:35 - 36]. أما المؤمنون الذين قبلوا هذه الكلمة وعملوا بمقتضاها فلهم النجاة عند الله تعالى ، وعدًا منه ، لا يخلف الله وعده: ((ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقاًّ عَلَيْنَا نُنْجِ المُؤْمِنِينَ)) [يونس:103]. وهم أصحاب المثل الطيب ، الذين ينتفعون بما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام من الهدى والعلم. فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، عن-صلى الله عليه وسلم- قال: »مثل ما بعثني به الله من الهدى والعلم ، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا ، فكان منها نقية قبلت الماء ، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا. وأصاب منها طائفة أخرى ، إنما هي قيعان، لا تمسك ماء ولا تنبت كلأً. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به «(15). 4- أما الشرط الرابع: الانقياد للتوحيد الذي دلت عليه هذه الكلمة العظيمة ، انقيادًا تامًا ، وهذا الانقياد والخضوع هو المحك الحقيقي للإيمان وهو المظهر العملي له . ويتحقق هذا ويحصل بالعمل بما شرعه الله تعالى ، وبترك ما نهى عنه ، وذلك هو الإسلام حقيقة ، إذ هو: أن يسلم العبد ويستسلم بقلبه وجوارحه لله تعالى ، وينقاد له بالتوحيد والطاعة ، كما قال سبحانه: ((ومَن يُسْلِمْ وجْهَهُ إلَى اللَّهِ وهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى)) [لقمان:22]. وأقسم سبحانه وتعالى بنفسه أنه لا يؤمن المرء حتى ينقاد لحكم الله وحكم رسوله: ((فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) [النساء:65].وحتى ميول الإنسان وما يهواه ، ينبغي أن يكون من وراء ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتابعًا له: »لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جثت به«(16) ، وهذا هو تمام الانقياد وغايته . 5- الشرط الخامس: الصدق في قول كلمة التوحيد ، صدقاً منافيًا للكذب والنفاق ، حيث يجب أن يواطئ قلبه لسانه ويوافقه ، فإن المنافقين يقولونها بألسنتهم ، ولكن لم يطابق هذا القول ما في قلوبهم ، فصار قولهم كذبًا ونفاقًا مخالفًا للإيمان ، ونزلوا في الدرك الأسفل من النار: ((يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ)) [الفتح:11] ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)) [البقرة:8-10]. . في آيات كثيرة وسور بمجملها في القرآن الكريم تتحدث عنهم . وفي الصحيحين: »ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله . . صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار« فاشترط الصدق من القلب ، كما اشترطه في قوله لضمام بن ثعلبة:»إن صدق ليدخلن الجنة«(17). 6- المحبة ، وهي الشرط السادس فحب المؤمن هذه الكلمة ، ويحب العمل بمقتضاها ويحب أهلها العاملين بها ، وإلا لم يتحقق الإيمان ولم تكتب له النجاة ، ومن أحب شيئًا من دون الله فقد جعله لله ندًا: ((ومِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُباً لِّلَّهِ)) [البقرة:165]. وعلاقة حب العبد ربه تقديم محابه وإن خالفت هواه ، وموالاة من والى الله ورسوله ، ومعاداة من عاداه واتباع رسوله -صلى الله عليه وسلم- واقتفاء أثره وقبول هداه ، وهذه كلها شروط في المحبة لا تتحقق إلا بها(18) ، وهى مؤشر على حب الله للعبد بعد ذلك . ومتى استقرت هذه الكلمة في النفس والقلب ، فإنه لا يعدلها شيء ، ولا يفضل عليها ، فإن حبها يملأ القلب فلا يتسع لغيرها ، وعندئذ يجد حلاوة الإيمان: »ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواه ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار «(19). وحتى لو تحققت تلك الشروط السابقة كلها ، ولكنها فقدت الروح فيها وفقدت سبب القبول عند الله ، فإنها لا تنفع صاحبها ما لم يحقق سبب ذلك القبول ، وهو الشرط السابع . 7- الإخلاص ، و معناه: صدق التوجه إلى الله تعالى وتصفية العمل بصالح النية ، من كل شائبة من شوائب الشرك وألوانه. وقد تواردت الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة ، تؤكد هذا الشرط ، وتجعله سببًا لقبول الأعمال عند الله تعالى. قال الله سبحانه وتعالى: ((ومَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ وذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ))[البينة:5] ((فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ)) [الزمر:2]. وفي حديث عتبان بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- »إن الله حرم على النار من قال:لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله عز وجل(20). والآيات والأحاديث في الإخلاص كثيرة جدًا ، فهو سبب القبول عند الله عز وجل ، فلا يقبل الله تعالى من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه وموافقًا لشرعه . 8-ومع هذه الشروط مجتمعة ، لابد من الإقامة على هذه الكلمة ، ليختم للعبد بها ختامًا حسنًا ، فإنما الأعمال بالخواتيم ، ففي حديث مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: » إن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل الجنة ، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار ، وإن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار ، ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة « وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه ، عند الشيخين ». . فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها«. وقد أمر الله تعالى بالإقامة على الإسلام والتوحيد: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) [ آل عمران:102]. وقد جاءت الأحاديث الشريفة تبين هذا المعنى: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- »من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار« وقلت أنا: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة«(21).
ZOOMA عضو ملكي
الهوايات : المهن : المزاج : عدد المساهمات : 749 نقاط : 1863
موضوع: رد: شروط لا إله إلا الله الأحد نوفمبر 15, 2009 7:50 am